[ 20 ] ومعاوية مجتهد بلاشك، فإذا أخطأ في تلك الاجتهادات كان مثابا وكان غير نقص فيه (1). وفي الصواعق المحرقة لابن حجر: لا يجوز لعن يزيد ولا تكفيره، فإنه من جملة المؤمنين، وأمره إلى مشية الله إن شاء عذبه، وإن شاء عفا عنه (2). ويقول ابن خلدون: إن منهم من رأى الأنكار على يزيد ومنهم من رأى محاربته، ثم قال: هذا كان شأن جمهور المسلمين والكل مجتهدون ولا ينكر على أحد من الفريقين، فمقاصدهم في البر وتحري الحق معروفة. وفقنا الله للأقتداء بهم (3). ويقول ابن حزم: لا خلاف بين أحد من الامة في أن عبد الرحمان بن ملجم لم يقتل عليا إلا متأولا مجتهدا مقدرا أنه على صواب (4). وقال أيضا في قاتل عمار الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتلك الفئة الباغية (5) وقاتله في النار (6): أبو الغادية متأول مجتهد مخطئ باغ عليه، مأجور أجرا واحدا. وليس هذا كقتلة عثمان، لأنه لم يقتل أحدا ولا حارب ولاقاتل ولادافع ________________________________________ (1) تطهير الجنان: 15. (2) الصواعق المحرقة: 221. (3) مقدمة ابن خلدون: 380. (4) المحلى: 10 / 484. (6) صحيح البخاري: 3 / 207، كتاب الجهاد باب مسح الغبار عن الناس في السبيل. صحيح الترمذي ج 5 / 333 ح 3888، المستدرك للحاكم ج 2 / 148 موسوعة أطراف الحديث: 4 / 403 و 11 / 205 من مصادر عديدة، وكذا في الغدير: 9 / 22، إحقاق الحق: 8 / 422. بل هو من الأحاديث المتواترة كما اعترف ابن حجر في الاصابة ج 2 / 512 ط السعادة. (6) دلائل النبوة للبيهقي: 6 / 420. ________________________________________