[ 583 ] وكرامة ما أقرب الوفاء وأسرع فانشد متمثلا: (قضى كل ذى دين فوفى غريمه) فقالت النسوة أتدرى من غريمتك قال لا والله قلن هي عزة قال اشهدكم إنها في حل مما لي عندها ثم مضى إلى سيده فاخبره بذلك فقال كثير وانا اشهد الله إنك حر لوجهه ووهبه جميع ما في الحانوت من العطر وله في مطالها بالوعد شعر كثير منه: أقول لها عزيز مطلت دينى * وشر الغانيات ذوا المطالى فقالت ويح غيرك كيف أقضى * غريما ما ذهبت له بمالى وعن الهيثم بن عدى ان عبد الملك سأل كثيرا عن أعجب خبر له مع عزة فقال حججت سنة من السنين وحج زوج عزة بها ولا يعلم أحد بصاحبه فلما كنا في بعض الطريق أمرها زوجها بابتياع سمن يصلح به طعاما " لأهل رفقته فجعلت تدور الخيام خيمة خيمة حتى دخلت الى وهى لم تعلم انها خيمتي وكنت أبرى أسهما " لى فلما رأيتها جعلت ابرى وانا أنظر إليها ولا أعلم حتى بريت ذراعي مرات وأنا لا أشعر والدم يجرى فلما تبينت ذلك دخلت إلى وأمسكت يدى وجعلت تمسح الدم عنها بثوبها وكان عندي نحى من سمن فحلفت لتأخذنه فاخذته وجاءت الى زوجها بالسمن فلما رأى ثوبها سألها عن خبره فكاتمته حتى حلف عليها لتصدقنه فصدقته فضربها وحلف ليشتمنى في وجهى فوقفت على وهو معها فقالت لى يابن الزانية وهى تبكى ثم أنصرفا فذلك حين أقول: يكلفها الخنزير شتمى وما بها * هواني ولكن للمليك أستذلت وهذا البيت من قصيدة له هي من محاسن شعره أولها: خليلي هذا ربع عزة فاعقلا * قلوصيكما ثم أبكيا حيث حلت وما كنت أدرى قبل عزة ما البكا * ولا موجعات القلب حتى تولت فلا يحسب الواشون ان صبابتي * بعزة كانت غمرة فتجلت فوالله ثم الله ما حل قبلها * ولا بعدها من خلة حيث حلت وما مر من يوم على كيومها * وان عظمت أيام أخرى وجلت ________________________________________