[ 545 ] ابن زبان وأستشفعت بها عند عبد الله وأنضم الفرزدق إلى حمزة بن عبد الله الزبير وتوسل فجعل أمر الفرزدق يضعف وأمر النوار يقوى فقال الفرزدق: أما بنوه فلم تقبل شفاعتهم * وشفعت بنت منظور بن زبانا ليس الشفيع الذى يأتيك متزرا " * مثل الشفيع الذى يأتيك عريانا فبلغ ابن الزبير هذا فدعا النوار فقال ان شئت فرقت بينكما وقتلته فلا يهجوها ابدا وان شئت سيرته إلى بلاد العدو فقالت ما اريد واحدة منهما قال فانه ابن عمك وراغب فيك فأزوجه إياك قالت نعم فزوجه اياها فكان الفرزدق يقول خرجنا متباغضين ورجعنا متحابين. ثم ان الفرزدق طلق النوار فندم على ذلك وله فيها أشعار منها قوله: ندمت ندامة الكسعى لما * غدت منى مطلقة نوار وكانت جنتي فخرجت عنها * كآدم حين أخرجه الضرار ولو أنى ملكت يدى وقلبي * لكان على للقدر الخيار والكسعى الذى أشار إليه هو غامد بن الحرث من بنى كسع كصرحي من اليمن وكان قد أتخذ قوسا " وخمسة أسهم وكمن في قنطرة قطيع فرمى عيرا " فانحطه السهم وصدم الجبل فأورى نارا فظن انه قد أخطى فرمى ثانيا " وثالثا " إلى آخرها وهو يظن خطأه فعمد إلى قوسه فكسرها فلما أصبح نظر فإذا الحمر مطروحة مصرعة واسهمه. فندم وقطع ابهامه وأنشد: ندمت ندامة لو ان نفسي * تطاوعني إذا لقطعت خمسى تبين لى سفاه الرأى منى * لعمر أبيك حين كسرت قوسى ومن شعر الفرزدق: هما دلياني من ثمانين قامة * كما انقض باز أقتم الريش كاسره فلما أستوت رجلاى في الارض قالتا * أحى يرجى أم قتيل تحاذره فقلت أرفعا الاستار لا يشعروا بنا * وأقبلت في اعجاز ليل أبادره ________________________________________