[ 543 ] وكان الفرزدق كثير التعظيم لقبيلة أبيه فما جاءه أحد وأستجار به إلا نهض معه وساعده على بلوغ غرضه. فمن ذلك ما حكاه المبرد في كتاب (الكامل) ان الحجاج بن يوسف الثقفى لما ولى تميم بن زيد القينى بلاد السند دخل البصرة فجعل يخرج من أهلها ما شاء فجاءت عجوز إلى الفرزدق فقالت إنى استجرت بقبر أبيك وأتت منه بحصيات فقال ما شأنك قالت ان زيد بن تميم خرج بابن لى معه ولا قرة لعيني ولا كاسب على غيره فقال وما اسم ابنك فقالت خنيس فكتب إلى تميم مع بعض من شخص: تميم بن قيس لا تكون حاجتى * بظهر فلا يبقى على جوابها وهبني خنيسا " وأحتسب فيه منة * لعبرة أم ما يسوغ شرابها أتتنى فعاذت يا تميم بغالب * وبالحفرة السافى عليها ترابها وقد علم الأقوام انك ماجد * وليث إذا ما الحرب شب شهابها فلما ورد الكتاب على تميم تشكك في الاسم اخنيس أم حبيش فقال انظروا من له مثل هذا الاسم في عسكرنا فاصيب ستة ما بين خنيس وحبيش فوجه بهم إليه. وحضر الفرزدق ونصيب الشاعر عند سليمان بن عبد الملك فقال سليمان للفرزدق يا ابا فراس أنشدني شيئا " وإنما أراد ان ينشده مدحا له فانشده قوله في مدح أبيه وهو من جيد الشعر: وركب كأن الريح تطلب عندهم * لهاترة من جذبها بالعصائب سعوا يخبطون الريح وهى تلفهم * إلى شعب الاكوار ذات الحقائب إذا انسوا نارا يقولون ليتها * وقد حضرت ايديهم نار غالب فاعرض عنه سليمان كالمغضب فقال له نصيب يا أمير المؤمنين الا انشدك في رويها فقال هات فانشده أبياتا منها: فعاجوا فأثنوا بالذى أنت أهله * ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب ________________________________________