[ 353 ] عبد الله عليه السلام فقال يا زرارة متأهل أنت ؟ قال: لا، قال: وما يمنعك من ذلك ؟ قال: لاني لا أعلم تطيب مناكحة هؤلاء أم لا ؟ قال: فكيف تصبر وأنت شاب ؟ قال أشتري الاماء، قال: ومن أين طاب لك نكاح الاماء ؟ قال: لان الامة ان رابني من أمرها شئ بعتها، قال: لم أسالك عن هذا، ولكن سألتك من أبن طاب لك فرجها ؟ قال له: فتأمرني أن أتزوج ؟ قال له: ذاك اليك. قال: فقال له زرارة هذا الكلام ينصرف على ضربين: اما أن لا تبالي أن أعصي الله اذلم تأمرني بذلك، والوجه الاخر أن تكون مطلقا لي، قال: فقال عليك بالبلهاء قال فقلت: مثل التي تكون على رأي الحكم بن عيينة وسالم بن أبي حفصة ؟ - قوله (عليه السلام): عليك بالبلهاء في حديث الزبرقان بن عمرو (1) امية الضميري: خير أولادنا الابله العقول و خير النساء البلهاء وقال: ولقد لهوت بطفلة مياله بلهاء تطلعني على أسرارها. قال ابن الاثير في النهاية: يريد أنه لشدة حيائه كالابله وهو عقول، وقال في الحديث " ان أكثر أهل الجنة البله " جمع الابله، وهو الغافل عن الشر المطبوع على الخير، وقيل: هم الذين غلبت عليهم سلامة الصدور وحسن الظن بالناس، لانهم أغفلوا من دنياهم فجهلوا حذق التصرف فيها، وأقبلوا على اخرتهم، وشغلوا أنفسهم بها، فاستحقو ا أن يكونوا أكثر أهل الجنة، فاما الابله وهو الذي لاعقل له فغير مراد في الحديث (2). قوله رحمه الله: على رأى الحكم بن عيينة الحكم بن عيينة كان استاذ زرارة من قبل، فانقطع عنه واتصل بأبي جعفر عليه السلام كما ذكره أبو عمرو الكشي في الجزء الثالث من الكتاب. ________________________________________ 1) وفي " م ": عمرو بن امية 2) نهاية ابن الاثير: 1 / 155 (*) ________________________________________