الأعراف آية 13 15 .
قال استئناف كما سلف والفاء في قوله تعالىة فاهبط منها لترتيب الأمر على ما ظهر من اللعين من مخالفة الأمر وتعليله بالأباطيل وإصراره على ذلك أي فاهبط من الجنة والإضمار قبل ذكرها لشهرة كونه من سكانها قال ابن عباس Bهما كانوا في عدن لا في جنة الخلد وقيل من زمرة الملائكة المعززين فإن الخروج من زمرتهم هبوط وأي هبوط وفي سورة الحجر فاخرج منها وأما ما قيل من أن المراد الهبوط من السماء فيرده أن وسوسته لآدم عليه السلام كانت بعد هذا الطرد فلا بد أن يحمل على أحد الوجهينقطعا وتكون وسوسته على الوجه الأول بطريق النداء من باب الجنة كما روي عن الحسن البصري وقوله تعالى فما يكون لك أي فما يصح ولا يستقيم لك ولا يليق بشأنك أن تتكبر فيها أي في الجنة أو في زمرة الملائكة تعليل للأمر بالهبوط فإن عدم صحة أن يتكبر فيها علة للأمر المذكور فإنها مكان المطيعين الخاشعين ولا دلالة فيه على جواز التكبر في غيرها وفيه تنبيه على أن التكبر لا يليق بأهل الجنة وأنه تعالى إنما طرده لتكبره لا لمجرد عصيانه وقوله تعالى فاخرج تأكيد للأمر بالهبوط متفرغ على علته وقوله تعالى إنك من الصاغرين تعليل للأمر بالخروج مشعر بأنه لتكبره أي من الأذلاء وأهل الهوان على الله تعالى وعلى أوليائه لتكبرك وعن عمر Bه من تواضع لله رفع الله حكمته ةوقال انتعش نعشك الله ومن تكبر وعدا طوره وهصه الله إلى الأرض قال استئناف كما مر مبني على سؤال نشأ مما قبله كأنه قيل فماذا قال اللعين بعدما سمع هذا الطرد المؤكد فقيل قال أنظرني أي أمهلني ولا تمتني إلى يوم يبعثون أي آدم وذريته للجزاء بعد فنائهم وهو قوت النفخة الثانية وأراد اللعين بذلك أن يجد فسحة من إغوائهم ويأخذ منهم ثأره وينجو من الموت لاستحالته بعد البعث قال استئناف كما سلف إنك من المنظرين ورود الجواب بالجملة الاسمية مع التعرض لشمول ما سأله الآخرين على وجه يشعر بأن السائل تبع لهم في ذلك صريح في أنه إخبار بالإنظار المقدر لهم أزلا لا إنشاء لإنظار خاص به إجابة لدعائه وأن استنظاره كان طلبا لتأخير الموت غذ به يتحقق كونه من جملتهم لا لتأخير العقوبة كما قيل أي إنك من جملة الذين أخرت آجالهم أزلا حسبما تقتضيه الحكمة التكوينية إلى وقت فناء غير ما استثناه الله تعالى من الخلائق وهو النفخة الأولى إلى وقت البعث الذي هو المسئول وقد ترك التوقيت للإيجاز ثقة بما وقع في سورة الحجر وسورة ص كما ترك ذكر النداء والفاء في الاستنظار والإنظار تعويلا على ما ذكر فيهما بقوله D رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم وفي إنظاره ابتلاء للعباد وتعريض للثواب إن قلت لار ريب في أن الكلام المحكي له عند صدوره عن المتكلم حالة