الأنعام 103 105 .
المتقدمة أي هو مع ما فصل من الصفات الجليلة متولي أمور جميع مخلوقاته التي أنتم من جملتها فكلوا أموركم إليه وتوسلوا بعبادته إلى نجاح مآربكم الدنيوية والأخروية لا تدركه الأبصار البصر حاسة النظر وقد تطلق على العين من حيث إنها محلها وإدراك الشيء عبارة عن الوصول إليه والإحاطة به أي لا تصل إليه الأبصار ولا تحيط به كما قال سعيد بن المسيب وقال عطاء كانت أبصار المخلوقين عن الإحاطة به فلا متمسك فيه لمنكري الرؤية على الإطلاق وقد روي عن ابن عباس ومقاتل Bهم لا تدركه الأبصار في الدنيا وهو يرى في الآخرة وهو يدرك الأبصار أي يحيط بها علمه إذ لا تخفى عليه خافية وهو اللطيف الخبير فيدركه ما لا تدركه الأبصار ويجوز أن يكون تعليلا للحكمين السابقين على طريقة االف أي لا تدركه الأبصار لأنه اللطيف وهو يدرك الأبصار لأنه الخبير فيكون اللطيف مستفادا من مقابل الكثيف لما لا يدرك بالحاسة ولا ينطبع فيها وقوله تعالى قد جاءكم بصائر من ربكم استئناف وارد على لسان النبي والبصائر جمع بصيرة وهي النور الذي به تستبصر النفس كما أن البصر نور به تبصر العين والمراد بها الآية الواردة ههنا أو جميع الآيات المنتظمة لها انتظاما أوليا ومن لابتداء الغاية مجازا سواء تعلقت بجاء أو بمحذوف هو صفة لبصائر والتعرض لعنوان الربوبيه مع الإضافة إلى ضمير المخاطبين لإظهار كمل اللطف بهم أي أي قد جاءكم من جهة مالككم ومبلغكم إلى كمالكم اللائق بكم من الوحي الناطق بالحق والصواب ما هو كالبصائر للقلوب أو قد جاءكم بصائر كائنة من ربكم فمن أبصر أي الحق بتلك البصائر وآمن به فلنفسه أي فلنفسه أبصر أو فإبصاره لنفسه لأن نفعه مخصوص بها ومن عمى أي ومن لم يبصر الحق بعد ما ظهر له بتلك البصائر ظهورا بينا وضل عنه وإنما عبر عنه بالعمى تقبيحا له وتنفيرا عنه فعليها أي فعليهات عمى أو فعماه عليها أو وبال عماه وما أنا عليكم بحفيظ وإنما أنا منذر والله هو الذي يحفظ أعمالكم ويجازيكم عليها وكذلك نصرف الآيات أي مثل ذلك التصريف البديع نصرف الآيات الدالة على المعاني الرائقة الكاشفة عن الحقائق الفائقة لا تصريفا أدنى منه وقوله تعالى وليقولوا درست علة لفعل قد حذف تعويلا على دلالة السباق عليه أي وليقولوا درست نفعل ما نفعل من التصريف المذكور واللام للعاقبة والواو اعتراضية وقيل هي عاطفة على علة محذوفة واللام متعلقة بنصرف أي مثل ذلك التصريف نصرف الآيات لنلزمهم الحجة وليقولوا الخ وقيل اللام لام الأمر وتنصره القراءة بسكون اللام كأنه قيل وكذلك نصرف الآيات وليقولوا هم ما يقولون فإنه لا احتفال بهم ولا اعتداد بقولهم وهذا أمر معناه الوعيد والتهديد وعدم الاكتراث بقولهم ورد عليه بأن ما بعده يأباه ومعنى درست قرأت وتعلمات وقرىء دارست أي دارست العلماء ودرست أي قدمت