سورة المائدة اية 21 22 عند المفاخر نحن الملوك وانما لم يسلك ذلك المسلك فيما قبله لما ان منصب النبوة من عظم الخطر وعزه المطلب وصعوبة المنال ليس بحيث يليق ان ينسب اليه ولو مجازا من ليس ممن اصطفاه الله تعالى له وقيل كانوا مملوكين في ايدي القبط فانقذهم الله تعالى فسمى انقاذهم ملكا وقيل الملك من له مسكن واسع فيه ماء جار وقيل من له بيت وخدم وقيل من له مال لا يحتاج معه الى تكلف الاعمال وتحمل المشاق واتاكم مالا يات احدا من العالمين من فلق البحر واغراق العدو وتظليل الغمام وانزال المن والسلوى وغير ذلك مما اتاهم الله تعالى من الامور العظام والمراد بالعالمين الامم الخالية الى زمانهم وقيل من عالمي زمانهم يا قوم ادخلوا الارض المقدسة كرر النداء بالاضافة التشريفية اهتمام بشان الامر ومبالغة في حثهم على الامتثال به والارض هي ارض بيت المقدس سميت بذلك لانها كانت قرار الانبياء ومسكن المؤمنين وقيل هي الطور وما حوله وقيل دمشق وفلسطين وبعض الاردن وقيل هي الشام التي كتب الله لكم أي كتب في اللوح المحفوظ انها تكون مسكنا لكم ان امنتم واطعتم لقوله تعالى له بعض ما عصوا فانها محرمة عليهم وقوله تعالى ولا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا خاسرين فان ترتيب الخيبة والخسران على الارتداد يدل على اشتراط الكتب بالمجاهدة المترتبة على الايمان والطاعة قطعا أي لا ترجعوا مدبرين خوفا من الجبابرة فالجار والمجرور متعلق بمحذوف هو حال من فاعل ترتدوا ويجوز ان يتعلق بنفس الفعل قيل لما سمعوا احوالهم من النقباء بكوا وقالوا يا ليتنا متنا بمصر تعالوا نجعل لنا راسا ينصرف بنا الى مصر اولا ترتدوا عن دينكم بالعصيان وعدم الوثوق بالله تعالى وقوله فتنقلبوا اما مجزوم عطفا على ترتدوا او منصوب على جواب النهي والخسران خسران الدين والدنيا لا سيما دخول ما كتب لهم قالوا استئناف مبنى نشىء من مساق الكلام كانه قيل فماذا قالوا بمقابلة امره عليه السلام ونهيه فقيل قالوا غير ممتثلين بذلك يا موسى ان فيها قوما جبارين متغلبين لا ياتي منازعتهم ولا يتسنى مناصبتهم والجبار العاتي الذي يجبر الناس ويقصرهم كائنا من كان على ما يريده كائنا ما كان فعال من جبرة على الامر أي اجبره عليه وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها من غير صنع من قبلنا فان لا طاقة لنا باخراجهم منها فان يخرجوا منها بسبب من الاسباب التي لا تعلق لنابها فانا داخلون حينئذ اتوا بهذه الشرطية مع كون مضمونها مفهوما مما سبق من توقيت عدم الدخول وخروجهم منها تصريحا بالمقصود وتنصيصا على ان امتناعهم من دخولها ليس الا لمكانهم فيما واتوا في الجزاء بالجملة الاسمية المصدرة بحرف التحقيق دلالة على تقرر