626364 - 4 آل عمران .
ألفا في صفر وألفا في رجب وثلاثين درعا عادية من حديد فصالحهم على ذلك وقال و الذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران ولو لا عنوا لمسخوا قردة وخنازير ولا ضطرم عليهم الوادي نارا ولا ستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رءوس الشجر ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا .
إن هذا أي ما قص من نبأ عيسى وأمه عليهما السلام .
لهو القصص الحق دون ما عداه من أكاذيب النصارى فهو ضمير الفصل دخلته اللام لكونه أقرب إلى المبتدأ من الخبر وأصلها أن تدخل المبتدأ وقرىء لهو بسكون الهاء والقصص خبر إن والحق صفته أو هو مبتدا والقصص خبره والجملة خبر لإن .
وما من إله إلى الله صرح فيه بمن الأستغراقية تأكيد للرد على النصارى في تثليثهم .
وان الله لهو العزيز القادر على جميع المقدورات .
الحكيم المحيط بالمعلومات لا أحد يشاركه في القدرة والحكمة ليشاركه في الألوهية .
فإن تولوا عن التوحيد وقبول الحق الذي قص عليك بعد ما عاينوا تلك الحجج المنيرة والبراهين الساطعة .
فإن الله عليم بالمفسدين أي بهم وإنما وضع موضعه ما وضع للإيذان بان الإعراض عن التوحيد والحق الذي لا محيد عنه بعدما قامت به الحجج إفساد للعالم وفيه من شدة الوعيد ما لا يخفي .
قل يا أهل الكتاب أمر بخطاب أهل الكتابين وقيل بخطاب وفد نجران وقيل بخطاب يهود المدينة .
تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم لا يختلف فيها الرسل والكتب وهي .
أن لا نعبد إلا الله أي نوحده بالعبادة ونخلص فيها .
ولا نشرك به شيئا ولا نجعل غيره شريكا له في إستحقاق العبادة ولا نراه أهلا لأن يعبد .
ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله بأن نقول عزير إبن الله والمسيح إبن الله ولا نطيع الأحبار فيما أحدثوا من التحريم والتحليل لأن كلا منهم بعضنا بشر مثلنا روى انه لما نزلت إتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله قال عدي بن حاتم ما كنا نعبدهم يا رسول الله فقال عليه السلام أليس كانوا يحلون لكم ويحرمون فتأخذون بقولهم قال نعم قال عليه السلام هو ذاك .
فإن تولوا عما دعوتوهم إليه من التوحيد وترك الإشراك .
فقولوا أي قل لهم أنت والمؤمنون .
إشهدوا بأنا مسلمون أي لزمتكم الحجة فاعترفوا بأنا مسلمون دونكم أو إعترفوا بأنكم كافرون بما نطقت به الكتب وتطابقت عليه الرسل عليهم السلام تنبيه إنظر إلى ما روعى في هذه القصة من المبالغة في الإرشاد وحسن التدرج في المحاجة حيث بين أولا أحوال عيسى عليه السلام وما توارد عليه من الأطوار المنافية للإلهية ثم ذكر كيفية دعوته للناس إلى التوحيد وألإسلام فلما ظهر عنادهم دعوا إلىالمباهلة بنوع من الإعجاز ثم لما أعرضوا عنها وإنقادوا بعض الإنقياد دعوا إلى ما اتفق