56 - آل عمران .
منهم أربعة آلاف رجل فأخذوا باب الغرفة فقال المسيح للحواريين أيكم يخرج ويقتل ويكون معي في الجنة فقال واحد منهم أنا يا نبي الله فألقى عليه مدرعة من صوف وعمامة من صوف وناوله عكازة وألقى عليه شبه عيسى E فخرج على اليهود فقتلوه وصلبوه وأما عيسى E فكساه الله الريش والنور وألبسه النور وقطع عنه شهوة المطعم والمشرب وذلك قوله تعالى إني متوفيك فطار مع الملائكة ثم إن أصحابه حين رأوا ذلك تفرقوا ثلاث فرق فقالت فرقة كان الله فينا ثم صعد إلى السماء وهم اليعقوبية وقالت فرقة أخرى كان فينا ابن الله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه وهم النسطورية وقالت فرقة أخرى منهم كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه وهؤلاء هم المسلمون فتظاهرت عليهم الفرقتان الكافرتان فقتلوهم فلم يزل الإسلام منطمسا إلى أن بعث الله تعالى محمدا .
ورافعك إلى أي إلى محل كرامتي ومقر ملائكتي .
ومطهرك من الذين كفروا أي من سوء جوارهم وخبث صحبتهم ودنس معاشرتهم .
وجاعل الذين اتبعوك قال قتادة والربيع والشعبي ومقاتل والكلبي هم أهل الإسلام الذين صدقوه واتبعوا دينه من أمة محمد دون الذين كذبوه وكذبوا عليه من النصارى .
فوق الذين كفروا وهم الذين مكروا به E ومن يسير بسيرتهم من اليهود فإن أهل الإسلام فوقهم ظاهرين بالعزة والمنعة والحجة وقيل هم الحواريون فينبغى أن تحمل فوقيتهم على فوقية المسلمين بحكم الأتحاد في الإسلام والتوحيد وقيل هم الروم وقيل هم النصارى فالمراد بالأتباع مجرد الإدعاء والمحبة وإلا فأولئك الكفرة بمعزل من اتباعه E .
إلى يوم القيامة غاية للجعل أو للأستقرار المقدر في الظرف لا على معنى ان الجعل أو الفوقية تنتهي حينئذ ويتخلص الكفرة من الذلة بل على معنى ان المسلمين يعلونهم إلى تلك الغاية فأما بعدها فيفعل الله تعالى بهم ما يريد .
ثم إلي مرجعكم أي رجوعكم بالبعث وثم للتراخي وتقديم الجار والمجرور للقصر المفيد لتأكيد الوعد والوعيد والضمير لعيسى E وغيره من المتبعين له والكافرين به على تغليب المخاطب على الغائب في ضمن الألتفات فإنه أبلغ في التبشير والإنذار .
فأحكم بينكم يومئذ إثر رجوعكم إلي .
فيما كنتم فيه تختلفون من أمور الذين وفيه متعلق بتختلفون وتقديمه عليه لرعاية الفواصل .
فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا تفسير للحكم الواقع بين الفريقين وتفصيل لكيفيته والبداية ببيان حال الكفرة لما أن مساق الكلام لتهديدهم وزجرهم عما هم عليه من الكفر والعناد وقوله تعالى .
في الذنيا والآخرة متعلق بأعذبهم لا بمعنى إيقاع كل واحد من التعذيب في الدنيا والتعذيب في الآخرة وإحداثهما يوم القيامة بل بمعنى إتمام مجموعهما يومئذ وقيل أن المرجع أعم من الدنيوي والأخروي وقوله تعالى إلى يوم القيامة غاية للفوقية لا للجعل والرجوع متراخ عن الجعل وهو غير محدود لا عن الفوقية المحدودة على نهج قولك سأعيرك سكنى هذا البيت شهرا ثم أخلع عليك خلعة فيلزم تأخر الخلع عن الإعارة لا عن الشهر .
وما لهم من ناصرين يخلصونهم من عذاب الله تعالى في الدارين وصيغة الجمع لمقابلة ضمير الجمع أي