242526 - 6 .
آل عمران .
ذلك اشارة الى ما مر من التولي والاعراض وهو مبتدأ خبره قوله تعالى .
بأنهم أي حاصل بسبب أنهم .
قالوا لن تمسنا النار باقتراف الذنوب وركوب المعاصي .
الا اياما معدودات وهي مقدار عبادتهم العجل ورسخ اعتقادهم على ذلك وهونوا عليهم الخطوب .
وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون من قولهم ذلك وما اشبهه من قولهم ان آباءنا الانبياء يشفعون لنا أو إن الله تعالى وعد يعقوب عليه السلام ان لا يعذب اولاده الا تحلة القسم ولذلك ارتكبوا ما ارتكبوا من القبائح .
فكيف رد لقولهم المذكور وابطال لما غرهم باستعظام ما سيد همهم وتهويل ما سيحيق بهم من الاهوال أي فكيف يكون حالهم .
اذا جمعناهم ليوم أي لجزاء يوم .
لا ريب فيه أي في وقوعه ووقوع ما فيه روى ان أول راية ترفع يوم القيامة من رايات الكفر راية اليهود فيفضحهم الله D على رءوس الاشهاد ثم يأمر بهم الى النار .
ووفيت كل نفس ما كسبت أي جزاء ما كسبت من غير نقص اصلا كما يزعمون وانما وضع المكسوب موضع جزائه للإيذان بكمال الاتصال والتلازم بينهما كأنهما شيء واحد وفيه دلالة على أن العبادة لا تحبط وأن المؤمن لا يخلد في النار لأن توفية جزاء ايمانه وعمله لا تكون في النار ولا قبل دخولها فإذن هي بعد الخلاص منها .
وهم أي كل الناس المدلول عليهم بكل نفس .
لا يظلمون بزيادة عذاب أو بنقص ثواب بل يصيب كلا منهم مقدار ما كسبه .
قل اللهم الميم عوض عن حرف النداء ولذلك لا يجتمعان وهذا من خصائص الاسم الجليل كدخوله عليه مع حرف التعريف وقطع همزته ودخول تاء القسم عليه وقيل اصله يا الله امنا بخير أي اقصدنا به فخفف بحذف حرف النداء ومتعلقات الفعل وهمزته .
مالك الملك أي مالك جنس الملك على الاطلاق ملكا حقيقيا بحيث تتصرف فيه كيفما تشاء ايجادا واعداما واحياء واماتة وتعذيبا واثابة من غير مشارك ولا ممانع وهو نداء ثان عند سيبويه فإن الميم عنده تمنع الوصفية .
تؤتي الملك بيان لبعض وجوه التصرف الذي تستدعيه مالكية الملك وتحقيق لاختصاصها به تعالى حقيقة وكون مالكية غيره بطريق المجاز كما ينبئ عنه ايثار الايتاء الذي هو مجرد الاعطاء على التمليك المؤذن بثبوت المالكية حقيقة .
من تشاء أي ايتاءه اياه .
وتنزع الملك ممن تشاء أي نزعه منه فالملك الاول حقيقي عام ومملوكيته حقيقية والآخران مجازيان خاصان ونسبتهما الى صاحبهما مجازية وقيل الملك الاول عام والآخران بعضان منه فتأمل وقيل المراد بالملك النبوة ونزعها نقلها من قوم الى آخرين .
وتعز من تشاء ان تعزه في الدنيا او في الآخرة أو فيهما بالنصر والتوفيق .
وتذل من تشاء ان تذله في احداهما أو فيهما من غير ممانعة من الغير ولا مدافعة .
بيدك الخير تعريف الخير للتعميم وتقديم الخبر للتخصيص أي بقدرتك الخير كله لا بقدرة احد غيرك تتصرف