89 - سورة الفجر 24 27 .
والقبيحة او يتعظ وقوله تعالى .
وأنى له الذكرى .
اعتراض جيء به لتحقيق أنه ليس يتذكر حقيقة لعرائه عن الجدوى بعدم وقوعه في أوانه وأنى خبر مقدم والذكرى مبتدأ وله متعلق بما تعلق به الخبر أي ومن أين يكون له الذكرى وقد فات أوانها وقيل هناك مضاف محذوف أي وأنى له منفعة الذكرى والاستدلال به على عدم وجوب قبول التوبة في دار التكليف مما لا وجه له على أن تذكره ليس من التوبة في شيء فانه عالم بأنها انما تكون في الدنيا كما يعرب عنه قوله تعالى .
يقول يا ليتني قدمت لحياتي .
وهو بدل اشتمال من يتذكر او استئناف وقع جوابا عن سؤال نشأ منه كأنه قيل ماذا يقول عند تذكره فقيل يقول يا ليتني عملت لأجل حياتي هذه أو وقت حياتي في الدنيا أعمالا صالحة أنتفع بها اليوم وليس في هذا التمني شائبة دلالة على استقلال العبد بفعله وانما الذي يدل عليه ذلك اعتقاد كونه متمكنا من تقديم الأعمال الصالحة وأما أن ذلك بمحض قدرته أو بخلق الله تعالى عند صرف قدرته الكاسبة اليه فكلا وأما ما قيل من أن المحجور قد يتمنى ان كان ممكنا منه فربما يوهم أن من صرف قدرته الى أحد طرفي الفعل يعتقد أنه محجور من الطرف الاخر وليس كذلك بل كل أحد جازم بأنه لو صرف قدرته الى أي طرف كان من أفعاله الاختيارية لحصل وعلى هذا يدور فلك التكليف والزام الحجة .
فيومئذ .
أي يوم اذ يكون ما ذكر من الأحوال والأقوال .
لا يعذب عذابه أحد .
ولا يوثق وثاقه احد .
الهاء لله تعالى أي لا يتولى عذاب الله تعالى ووثاقه احد سواه اذ الأمر كله له أو الانسان أي لا يعذب احد من الزبانية مثل ما يعذبونه وقرىء الفعلان على البناء للمفعول والضمير للانسان أيضا وقيل المراد به أبي بن خلف أي لا يعذب احد مثل عذابه ولا يوثق بالسلاسل والأغلال مثل وثاقه لتناهيه في الكفر والعناد وقيل لا يحمل عذاب الانسان احد كقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر اخرى وقوله تعالى .
يا أيتها النفس المطمئنة .
حكاية لأحوال من اطمأن بذكر الله D وطاعته اثر حكاية احوال من اطمأن بالدنيا وصفت بالاطمئنان لأنها تترقى في معارج الأسباب والمسببات الى المبدأ المؤثر بالذات فتستقر دون معرفته وتستغنى به في وجودها وسائر شؤونها عن غيره بالكلية وقيل هي النفس المطمئنة الى الحق الواصلة الى ثلج اليقين بحيث لا يخالجها شك ما وقيل هي الآمنة التي لا يستفزها خوف ولا حزن ويؤيده أنه قرىء يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة أي يقول