أفاضل الرسل العظام عليهم الصلاة والسلام وإثر بيان كونه من جملتهم والإشارة إلى الجماعة الذين من جملتهم النبي فاللام في المآل للاستغراق وما فيه من معنى البعد للإيذان بعلو طبقتهم وبعد منزلتهم وقيل الى الذين ثبت علمه بهم .
فضلنا بعضهم على بعض في مراتب الكمال بأن خصصناه حسبما تقتضيه مشيئتنا بمآثر جليله خلا عنها غيره .
منهم من كلم الله تفصيل للتفضيل المذكور اجمالا أي فضله بأن كلمه تعالى بغير سفير وهو موسى عليه الصلاة و السلام حيث كلمه تعالى ليلة الخيرة وفي الطور وقرىء كلم الله بالنصب وقرىء كالم الله من المكالمه فأنه كلم الله تعالى كما انه تعالى كلمه ويؤيده كليم الله بمعنى مكالمه وايراد الأسم الجليل بطريق الألتفات لتربية المهابة والرمز الى ما بين التكليم والرفع وبين ما سبق من مطلق التفضيل وما لحق من ايتاء البينات والتأييد بروح القدس من التفاوت .
ورفع بعضهم درجات أي ومنهم من رفعه على غيره من الرسل المتفاوتين في معارج الفضل بدرجات قاصية ومراتب نائبه وتغيير الأسلوب لتربية ما بينهم من اختلاف الحال في درجات الشرف والظاهر انه رسول الله كما ينبىء عنه الإخبار بكونه E منهم فإن ذلك في قوة بعضهم فانه قد خص بالدعوة العامه والحجج الجمة والمعجزات المستمره والآيات المتعاقبه بتعاقب الدهور والفضائل العلمية والعمليه الفائته للحصر والإبهام لتفخيم شأنه وللإشعار بانه العلم الفرد الغنى عن التعيين وقيل انه ابراهيم E حيث خصه تعالى بكرامة الخلةوقيل ادريس عليه السلام حيث رفعه مكانا عليا وقيل اولو العزم من الرسل عليهم الصلاة والسلام .
وآتينا عيسى ابن مريم البينات الآيات الباهرة والمعجزات الظاهرة من احياء الموتى وابراء الأكمه والأبرص والأخبار بالمغيبات او الأنجيل .
وايدناه اى قويناه .
بروح القدس بضم الدال وقرىء بسكونها اى بالروح المقدسه كقولك رجل صدق وهو روح عيسى وانما وصفت بالقدس للكرامة او لأنه عليه السلام لم تضمه الأصلاب والأرحام والطوامث وقيل بجبريل وقيل بالأنجيل كما مر وافرادة عليه السلام بما ذكر لرد ما بين اهل الكتابين في شأنه عليه السلام من التفريط والإفراط والآية ناطقه بأن الأنبياء عليهم السلام متفاوتة الأقدار فيجوز تفضيل بعضهم على بعض ولكن بقاطع .
ولوشاء اللة ما اقتتل الذين من بعدهم أي جاءوا من بعد الرسل من الأمم المختلفة أي لو شاء الله عدم اقتتالهم ما اقتتلوا بان جعلهم متفقين على اتباع الرسل المتفقة على كلمة الحق فمفعول المشيئة محذوف لكونه مضمون الجزاء على القاعدة المعروفة وقيل تقديره ولو شاء هدى الناس جميعا ما اقتتل الخ وليس بذاك .
من بعد ما جاءتهم من جهة أولئك الرسل .
البينات المعجزات الواضحة والآيات الظاهرة الدالة على حقية الحق الموجبة لاتباعهم الزاجرة عن الإعراض عن سننهم المؤدي إلى الاقتتال فمن متعلقة باقتتل .
ولكن اختلفوا استدراك من الشرطية أشير به إلى قياس استثنائي مؤلف من وضع نقيض مقدمها منتج لنقيض تاليها إلا أنه قد وضع فيه الاختلاف موضع نقيض المقدم المترتب عليه للإيذان بان الاقتتال ناشئ من قبلهم لا من جهته تعالى ابتداء كأنه قيل ولكن لم يشأ عدم اقتتالهم لأنهم اختلفوا اختلافا فاحشا .
فمنهم من آمن بما جاءت به أولئك الرسل من البينات وعلموا به .
ومنهم من كفر بذلك كفرا لا ارعواء له عنه فاقتضت الحكمة