سورة التكوير .
آية 15 E في حق من يشرب من آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ولا بعد في ذلك الأ يرى أن العلم يظهر في عالم المثال على صورة البن كما لايخفى على من له خبرة بأحوال الحضرات الخمس وقد روى عن ابن عباس Bهما أنه يؤتى بالأعمال الصالحة على صورة حسنة وبالأعمال السيئة على صورة قبيحة فتوضع النفوس أو لبعض منها للإيذان بأن ثبوته لجميع أفرادها قاطبة من الظهور والوضوح بحيث لا يكاد يحوم حوله شائبة اشتباه قطعا يعرفه كل أحد ولوجئ بعابرة تدل على خلافه وللرمز إى أن تلك النفوس العالمة بما ذكر مع توفر أفرادها وتكثر اعدادها مما يستقل بالنسبة إلى جناب الكبرياء الذي أشير إلى بعض بدائع شؤنه المنبئة عن عظم سلطانه واما قيل من أن هذا من قبيل عكس كلامهم الذي يقصدون به الإفراط فيما يعكس عنه وتمثيله بقوله تعالى ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين وبقول من قال قد أترك القرن مصفرا أنامله وبقول من قال حين سئل عن عدد فرسانه رب فارس عندى وعنده المقانب قاصدا بذلك التمادى في تكثير فرسانه وإظهار براءته من التزيد وأنه ممن يقلل كثير ما عنده فضلا أن يتزيد فمن لوائح النظر الجليل إلا أن الكلام المعكوس عنه فيما ذكر من الأمثلة مما يقبل الإفراط والتمادى فيه فإنه في الأول كثيرا ما يود وفي الثاني كثيرا ما أترك وفي الثالث كثير من الفرسان وكل واحد من ذلك قابل للإفراط والمبالغة فيه لعدم انحصار مراتب الكثرة وقد قصد بعكسه ما ذكر من التمادى في التكثير حسبما فضل أما قيما نحن فيه فالكلام الذي عكس عنه علمت كل نفس ما أحضرت كما صرح به القائل وليس فيه إمكان التكثير حتى يقصد بعكسه المبالغة والتمادى فيه وإنما الذي يمكن فيه من المبالغة ما ذكرناه فتأمل ويجوز ان يكون ذلك للإشعار بأنه إذا علمت حينئذ نفس من النفوس ما أحضرت وجب على كل نفس إصلاح عملها مخافة أن تكون هي تلك التي علمت ما أحضرت فكيف وكل نفس تعلمه على طريقة قولك لمن تنصحه لعلك ستندم على ما فعلت وربما ندم الإنسان على مافعل فإنك لا تقصد بذلك لاتقصد بذلك أن ندمه مرجو الوجود لامتيقن به أو نادر الوقوع بل تريد أن العاقل يجب عليه أن يجتنب أمرا يرجى فيه الندم أو قلما يقع فيه فكيف به إذا كان قطعى الوجود كثير الوجود .
فلا أقسم بالخنس أى الكواكب الرواجع من خنس إذا تأخر وهي ماعدا النيرين من الدراري الخمسة وهي بهرام وزحل وعطارد والزهرة والمشتري وصفت بقوله تعالى