سورة الجن 18 23 .
وأن المساجد لله عطف على قوله تعالى أنه استمع أي وأوحى إلى أن المساجد مختصة بالله تعالى وقيل معناه ولأن المساجد لله .
فلا تدعوا أي لا تعبدوا فيها .
مع الله أحدا غيره وقيل المراد بالمساجد المسجد الحرام والجمع لأن كل ناحية منه مسجد له قبلة مخصوصة أو لأنه قبلة المساجد وقيل الأرض كلها لأنها جعلت مسجدا للنبي E وقيل مواضع السجود على أن المراد نهى السجود لغير الله تعالى وقيل أعضاء السجود السبعة وقيل السجدات على أنه جمع المصدر الميمى .
وأنه من جملة الموحى أي وأوحى إلى أن الشأن .
لما قام عبدالله أي النبي E وإيراده بلفظ العبد للإشعار بما هو المقتضى لقيامه وعبادته وللتواضع لأنه واقع موقع كلامه عن نفسه .
يدعوه حال من فاعل قام أي يعبده وذلك قيامه لصلاة الفجر بنخلة كمامر تفصيله في سورة الأحقاف .
كادوا أي الجن .
يكونون عليه لبدا متراكمين من ازدحامهم عليه تعجبا مما شاهدوا من عبادته وسمعوا من قراءته واقتداء أصحابه به قياما وركوعا وسجودا لأنهم رأوا مالم يروا مثله وسمعوا بما لم يسمعوا بنظيره وقيل معناه لما قام E يعبد الله وحده مخالفا للمشركين كاد المشركون يزدحمون عليه متراكمين واللبد جمع لبدة وهي تلبد بعضه على بعض ومنها لبدة الأسد وقرىء لبدا جمع لبدة وهي بمعنى اللبدة ولبدا وجمع لابد كساجد وسجد ولبدا بضمتين جمع لبود كصبور وصبر وعن قتادة تلبدت الإنس والجن على هذا الأمر ليطفئوه فأبى الله إلا أن يظهره على من ناوأه .
قل إنما أدعوا أي أعبد .
ربي ولا أشرك به بربي في العبادة .
أحدا فليس ذلك ببدع ولا مستنكر يوجب التعجب أو الإطباق على عداوتي وقرىء قال على أنه حكاية لقوله E للمتراكمين عليه والأول هو الأظهر والأوفق لقوله تعالى .
قل إنى لا أملك لكم ضرا ولا رشدا كأنه أريد لا أملك لكم ضرا ولا نفعا ولا غيا ولا رشدا فترك من كلا المتقابلين ما ذكر في الآخر .
قل إنى لن يجيرني من الله أحد إن أراداني بسوء .
ولن أجد من دونه ملتحدا ملتجأ ومعدلا وهذا بيان لعجزه E عن شئون نفسه بعد بيان عجزه E عن شئون غيره وقوله تعالى .
إلا بلاغا من الله استثناء