70 - سورة نوح عليه السلام 15 19 .
وفي قوله ولله بيان للموقر ولو تأخر لكان صلة للوقار من التناقض مالا يخفي فان كونه بيانا للموقر يقتضي ان يكون التوقير صادرا عنه تعالى والوقار وصفا للمخاطبين وكونه صلة للوقار يوجب كون الوقار وصفا له تعالى وقيل مالكم لا تخافون لله عظمة وقدرة على اخذكم بالعقوبة أي أي عذر لكم في ترك الخوف منه تعالى وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما مالكم لا تخشون لله عقابا ولا ترجون منه ثوابا وعن مجاهد والضحاك ما لكم لا تبالون لله عظمة قال قطرب هي لغة حجازية يقولون لم أرج اي لم أبال وقوله تعالى الم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا اي متطابقة بعضها فوق بعض وجعل القمر فيهن نورا اي منورا لوجه الأرض في ظلمه الليل ونسبته الى الكل مع انه في السماء الدنيا لما انها محاطة بسائر السموات فما فيها يكون في الكل او لأن كل واحدة منها شفافة لا تحجب ما وراءها فيرى الكل كأنها سماء واحدة ومن ضرورة ذلك أن يكون ما في واحدة منها كأنه في الكل وجعل الشمس سراجا يزيل ظلمة الليل ويبصر أهل الدنيا في ضوئها وجه الأرض ويشاهدون الآفاق كما يبصر أهل البيت في ضوء السراج ما يحتاجون الى ابصاره وليس القمر بهذه المثابة انما هو نور في الجملة والله انبتكم من الأرض نباتا اي أنشأكم منها فاستعير الانبات للانشاء لكونه أدل على الحدوث والتكون من الأرض ونباتا إما مصدر مؤكد لأنبتكم بحذف الزوائد ويسمى اسم مصدر أو لما يترتب عليه من فعله أي أنبتكم من الأرض فنبثم نباتا ويجوز أن يكون الأصل أنبتكم من الأرض إنباتا فنبتم نباتا فيحذف من الجملة الأولى المصدر ومن الثانية الفعل اكتفاء في كل منهما بما ذكر في الأخرى كما مر في قوله تعالى أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى وقوله تعالى وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ثم يعيدكم فيها بالدفن عند موتكم ويخرجكم منها عند البعث والحشر إخراجا محققا لا ريب فيه والله جعل لكم الأرض بساطا تتقلبون عليها تقلبكم على بسطكم في بيوتكم وتوسيط لكم بين الجعل ومفعوليه مع أن حقه التأخير لما مر مرارا من الاهتمام ببيان كون المجعول من منافعهم والتشويق الى المؤخر فان النفس عند تأخير ما حقه التقديم لا سيما عند كون المقدم ملوحا بكونه من المنافع تبقى مترقبة له فيتمكن