سورة نوح عليه السلام 5 9 .
بالايمان والطاعة صريح في أن لهم أجلا آخر لا يجاوزونه ان لم يؤمنوا وهو المراد بقوله تعالى ان أجل الله اي ما قدر لكم على تقدير بقائكم على الكفر اذا جاء وأنتم على ما أنتم عليه من الكفر لا يؤخر فبادروا الى بالايمان والطاعة قبل مجيئه حتى لا يتحقق شرطه الذي هو بقاؤكم على الكفر فلا يجيءويتحقق شرط التأخير الى الأجل المسمى فتؤخروا اليه ويجوز أن يراد به وقت اتيان العذاب المذكور في قوله تعالى من قبل أن يأتيهم عذاب اليم فانه أجل مؤقت له حتما وحمله على الأجل الأطول مما لا يساعده المقام كيف لا والجملة تعليل للأمر بالعبادة المستتبعة للمغفرة والتأخير الى الأجل المسمى فلا بد أن يكون المنفي عند مجيء الأجل هو التأخير الموعود فكيف يتصور أن يكون ما فرض مجيئه هو الأجل المسمى لو كنتم تعلمون اي لو كنتم تعلمون شيئا لسارعتم الى ما أمرتكم به قال اي نوح E مناجيا ربه وحاكيا له تعالى وهو أعلم بحاله ما جرى بينه وبين قومه من القيل والقال في تلك المدد الطوال بعدما بذل في الدعوة غاية المجهود وجاوز في الانذار كل حد معهود وضاقت عليه الحيل وعيت به العلل رب اني دعوت قومي الى الايمان والطاعة ليلا ونهارا اي دائما من غير فتور ولا توان فلم يزدهم دعائي الا فرارا مما دعوتهم اليه واسناد الزيادة الى الدعاء لسببيته كما في قوله تعالى زادتهم ايمانا واني كلما دعوتهم الى الايمان لتغفر لهم بسببه جعلوا اصابعهم في آذانهم اي سدوا مسامعهم من استماع الدعوة واستغشوا ثيابهم اي بالغوا في التغطي بها كأنهم طلبوا أن تغشاهم ثيابهم أو تغشيهم لئلا يبصروا كراهة النظر اليه او لئلا يعرفهم فيدعوهم وأصروا اي اكبوا على الكفر والمعاصي مستعار من أصر الحمار على العانة اذا اصر أذنيه وأقبل عليها واستكبروا عن اتباعي وطاعتي استكبارا شديدا ثم اني دعوتهم جهارا ثم اني أعلنت لهم وأسررت لهم اسرارا اي دعوتهم تارة بعد تارة ومرة غب مرة على وجوه متخالفة وأساليب متفاوتة وثم لتفاوت الوجوه فان الجهار أشد من الاسرار والجمع بينهما أغلظ من الافراد او لتراخي بعضها عن بعض وجهارا منصوب بدعوتهم على المصدر لأنه احد نوعي الدعاء او اريد بدعوتهم جاهرتهم