70 - سورة 35 39 .
ويكملون فرائضها وسننها ومستحباتها وآدابها وتكرير ذكر الصلاة ووصفهم بها اولا وآخرا باعتبارين للدلالة على فضلها وانافتها على سائر الطاعات وتكرير الموصولات لتنزيل اختلاف الصفات منزلة اختلاف الذوات كما في قول من قال الى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتائب في المزدحم ايذانا بأن كل واحد من الأوصاف المذكورة نعت جليل على حياله له شأن خطير مستتبع لأحكام جمة حقيق بأن يفرد له موصوف مستقل ولا يجعل شيء منها تتمة للآخر اولئك اشارة الى الموصوفين بما ذكر من الصفات وما فيه من معنى البعد مع قرب العهد بالمشار اليهم للايذان بعلو شانهم وبعد منزلتهم في الفضل وهو مبتدا خبرة فى جنات اى مستقرون فى جنات لايقادر قدرها ولا يدرك كنهها وقوله تعالى مكرمون خبر اخر او هو الخبر وفى جنات متعلق به قدم عليه لمراعاة الفواصل او بمضمر هو حال من الضمير فى الخبر اى مكرمون كائنين فى جنات فما للذين كفروا قبلك حولك مهطعين مسرعين نحوك مادى اعناقهم اليك مقبلين بابصارهم عليك عن اليمن وعن الشمال عزين اى فرقا شتى جمع عزة واصلها عزوة من العزو كأن كل فرقة تعتزي الى غير من تعتزي اليه الأخرى كان المشركون يحلقون حول رسول الله A حلقا حلقا وفرقا وفرقا ويستهزؤن بكلامه E ويقولون ان دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد فلندخلنها قبلهم فنزلت ايطمع كل امرىء منهم ان يدخل جنة نعيم بلا ايمان كلا ردع لهم عن ذلك الطمع الفارغ انا خلقناهم مما يعلمون قيل هو تعليل للردع والمعنى انا خلقناهم من أجل ما يعلمون كما في قول الأعشى أأزمعت من آل ليلى ابتكاراوشطت على ذي هوى ان تزارا وهو تكميا النفس بالايمان والطاعة فمن لم يستكملها بذلك فهو بمعزل من أن يبوأ مبوأ الكاملين فمن أين لهم أن يطمعوا في دخول الجنة وهم مكبون على الكفر والفسوق وانكار البعث وقيل معناه انا خلقناهم مما يعلمون من نطفة مذرة فمن اين يتشرفون ويدعون التقدم ويقولون لندخلن الجنة قبلهم وقيل انهم مخلوقون من نطفة قدرة لا تناسب عالم القدس فمتى لم تستكمل الايمان والطاعة ولم تتخلق بأخلاق الملكية لم تستعد لدخولها ولا يخفى ما في الكل من التمحل والأقرب أنه كلام مستأنف قد سبق تمهيدا لما بعده من بيان قدرته تعالى على أن يهلكهم لكفرهم بالبعث والجزاء