108 - .
جعل الجملة الأسمية وأعيد ذكر الإيمان والإنفاق وكرر الإسناد وفخم الأجر بالتنكير ووصف بالكبير وقوله D ومالكم لا تؤمنون بالله استئناف مسوق لتوبيخهم على ترك الإيمان حسبما أمروا به بإنكار أن يكون لهم في ذلك عذر ما في الجملة على ان لا تؤمنون حال من الضمير في لكم والعامل ما فيه من معنى الاستقرار أى أى شيء حصل لكم غير مؤمنين على توجيه الإنكار والنفي الى السبب فقط مع تحقق المسبب لا الى السبب والمسبب جميعا كما في قوله تعالى وما لى لا أعبد الذى فطرني فإن همزة الاستفهام كما تكون تارة لإنكار الواقع كما في اتضرب أباك وأخرى لأنكار الوقوع كما في أأضرب أبي كذلك ما الاستهامية قد تكون لإنكار سبب الواقع ونفيه فقط كما فيما نحن فيه وفي قوله تعالى مالكم لاترجون لله وقارا فيكون مضمون الجملة الحالية محققا فإن كلا من عدم الإيمان وعدم الرجاء امر محقق قد أنكر ونفى سببه وقد تكون لإنكار سبب الوقوع ونفيه فيسريان الى المسبب أيضا كما في قوله تعالى وما لى لا أعبد إلى آخره فيكون مضمون الجملة الحالية مفروضا قعا فإن عدم العبادة أمر مفروض حتما قد انكر ونفى سببه فانتفى نفسه أيضا وقوله تعالى والرسول يدعوكم لتؤمنوا بربكم حال من ضمير لا تؤمنون مفيدة لتوبيخهم على الكفر مع تحقق ما يوجب عدمه بعد توبيخهم عليه مع عدم ما يوجبه أى وأى عذر في ترك الإيمان والرسول يدعوكم إليه وينبهكم عليه وقوله تعالى وقد أخذ ميثافكم حال من مفعول يدعوكم أى وقد أخذ الله تعالى ميثاقكم بالإيمان من قبل وذلك بنصب الأدلة والتمكين من النظر وقرىء وقد اخذ مبنيا للمفعول برفع ميثاقكم إن كنتم مؤمنين الموجب ما فإن هذا موجب لا موجب وراءه هو الذى ينزل على عبده حسبما يعن لكم من المصالح آيات بينات واضحات ليخرجكم اى الله تعالى او العبد بها من الظلمات الى النور من ظلمات الكفر الى نور الإيمان وإن الله بكم لرؤوف رحيم حيث يهديكم الى سعادة الدراين بإرسال الرسول وتنزيل الآيات بعد نصب الحجج العقلية وقوله تعالى وما لكم أن لا تنفقوا في سبيل الله توبيخ لهم على ترك