96 - .
والنجم أى النبات الذى ينجم أى يطلع من الأرض ولا ساق له والشجر أى الذى له ساق يسجدان أي ينقادان له تعالى فيما يريد بهما طبعا انقياد الساجدين من المكلفين طوعا والجملتان خبران آخران للرحمن جردتا عن الرابط اللفظي تعويلا على كمال قوة الارتباط المعنوى إذ لا يتوهم ذهاب الوهم الى كون حال الشمس والقمر بتسخير غيره تعالى ولا إلى كون سجود النجم والشجر لما سواه تعالى كأنه قيل الشمس والقمر بحسبان والنجم والشجر يسجدان له وإخلاء الجملة الأولى عن العاطف لما ذكر من قبل وتوسيط العاطف بينها وبين الثانية لتناسبهما من حيث التقابل لما أن الشمس والقمر علويان والنجم والشجر سفليان ومن حيث إن كلا من حال العلويين وحال السفليين من باب الانقياد لأمر الله D والسماء رفعها أى خلقها مرفوعة محلا ورتبة حيث جعلها منشأ أحكامه وقضاياه ومتنزل أوامره ومحل ملائكته وفيه من التنبيه على كبرياء شأنه وعظم ملكه وسلطانه مالا يخفى وقرىء بالرفع على الابتداء ووضع الميزان اى شرع العدل وأمر به بأن وفر كل مستحق ما استحقه ووفى كل ذى حق حقه حتى انتظم به أمر العالم واستقام كما قال E بالعدل قامت السموات والأرض قيل فعلى هذا الميزان القرآن وهو قول الحسين بن الفضل كما في قوله تعالى وأنزلنا معهم الكتاب والميزان وقيل هو ما يعرف به مقادير الأشياء من ميزان ومكيال ونحوهما وهو قول الحسن وقتادة والضحاك فالمعنى خلقه موضوعا مخوضا على الأرض حيث علق به احكام عبادة وقضاياهم وما تعبدهم به من التسوية والتعديل في أخذهم وإعطائهم ألا تظغوا في الميزان أى لئلا تطغوا فيه على ان أن ناصبة ولا نافيه ولام العلة مقدرة متعلقة بقوله تعالى ووضع الميزان أو أى لا تطغوا على أنها مفسرة لما في الشرع من معنى القول ولا ناهية أى لا تعتدوا ولا تتجاوزوا الإنصاف وقرىء لا تطغوا على إرادة القول وأقيموا الوزن بالقسط قوموا وزنكم بالعدل وقيل أقيموا لسان الميزان بالقسط والعدل وقيل الإقامة باليد والقسط بالقلب ولا تخسروا الميزان أى لا تنقصوه أمر أولا بالتسوية ثم نهى عن الطغيان الذى هو اعتداء وزيادة ثم عن الخسران الى هو تطفيف ونقصان وكرر لفظ الميزان تشديدا للتوصية به وتأكيدا للأمر باستعماله والحث عليه وقرىء ولا تخسروا بفتح التاء وضم السين وكسرها يقال خسر الميزان يخسر ويخسره وبفتح السين أيضا على أن الأصل ولا تخسروا