النجم 2 1 .
بسم الله الرحمن الرحيم والنجم إذا هوى المراد بالنجم إما الثرية فإنه اسم غالب له أو جنس النجوم وبهويه غروبه وقيل طلوعه يقال هوى هويا بوزن قبول إذا غرب وهويا بوزن دخول إذا علا وصعد وأما النجم من نجوم القرآن فهويه نزوله والعامل في إذا فعل القسم بذلك فإنه بمعنى مطلق الوقت منسلخ من معنى الاستقبال كما في قولك آتيك إذا حمر البسر وفي الإقسام بذلك على نزاهته E عن شائبة الضلال والغواية من البراعة البديعة وحسن الموقع مالا غاية وراءه أما على الأولين فلأن النجم شأنه أن يهتدى به السارى إلى مسالك الدنيا كانه قبل والنجم الذي يهتدى به السابلة الى سواء السبيل ما ضل صاحبكم أى ما عدل عن طريق الحق الذى هو مسلك الآخرة وما غوى أى وما اعتقد باطلا قط أى هو في غاية الهدى والرشد وليس مما تتوهمونه من الضلال والغواية في شيء أصلا وأما على الثالث فلأنه تنويه بشأن القرآن كما اشير إليه في مطلع سورة يس وسورة الزخرف وتنبيه على مناط اهتدائه E ومدار رشاده كأنه قيل والقرآن الذى هو علم في الهداية الى مناهج الدين ومسالك الحق ما ضل عنها محمد E وما غوى والخطاب لقريش وإيراده E بعنوان صاحبيته لهم وللإيذان بوقوفهم على تفاصيل أحواله الشريفة وإحاطتهم خبرا ببراءته E مما نفى عنه بالكلية واتصافه E بغاية الهدى والرشاد فإن طول صحبتهم له E ومشاهدتهم لمحاسن شؤنه العظيمة مقتضية لذلك حتما وتقييد القسم بوقت الهوى على الوجه الأخير ظاهر وأما على الأولين فلأن النجم لا يهتدى به السارى عند كونه في وسط السماء ولا يعلم المشرق من المغرب والا الشمال من الجنوب وإنما يهتدى به عند هبوطه أو صعوده مع ما فيه من كمال المناسبة لما سيحكي من تدلى جبريل من الأفق الأعلى ودنوه منه عليهما السلام هذا هو اللائق بشأن التنزيل الجليل وأما حمل هويه على انتثاره يوم القيامة أو على انقضا النجم الذى يرجم به أو حمل النجم على النبات وحمل هويه على سقوطه على الأرض أو