1518 - .
بالإخلاص وترك النفاق لا يلتكم من أعمالكم لا ينقصكم شيئا من أجورها من لات يليت ليتا إذا نقص وقرىء لا يألتكم من الألت وهى لغة غطفان أو شيئا من النقص إن الله غفور لما فرط من المطيعين رحيم بالتفضل عليهم إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا لم يشكوا من ارتاب مطاوع رابه إذا أوقعه في الشك مع التهمة وفيه إشارة الى أن فيهم ما يوجب نفى الإيمان عنهم وثم للإشعار بأن اشتراط عدم الارتياب في اعتبار الإيمان ليس في حال إنشائه فقط بل وفيما يستقبل فهى كما في قوله تعالى ثم استقاموا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله في طاعته على تكثر فنونها من العبادات البدنية المحضة والمالية الصرفة والمشتملة عليها معا كالحج والجهاد أولئك الموصوفون بما ذكر من الأوصاف الحميلة هم الصادقون أى الذين صدقوا في دعوى الإيمان لا غيرهم روى أنه لما نزلت الآية جاؤا وحلفوا أنهم مؤمنون صادقون فنزل لتكذيبهم قوله تعالى قل أتعلمون الله بدينكم أى أتخبرونه بذلك بقولكم آمنا والتعبير عنه بالتعليم لغاية تشنيعهم والله يعلم ما في السموات وما في الأرض حال من مفعول تعلمون مؤكدة لتشنيعهم وقوله تعالى والله بكل شيء عليم تذييل مقرر لما قبله اى مبالغ في العلم بجميع الأشياء التي من جملتها ما أخفوه من الكفر عند أظهارهم الإيمان وفيه مزيد تجهيل وتوبيخ لهم يمنون عليك أن أسلموا أى يعدون إسلامهم منة عليك وهي النعمة التي لا يطلب موليها ثوابا ممن أنعم بها عليه من المن بمعنى القطع لأن المقصود بها قطع حاجته وقيل النعمة الثقيلة من المن قل لا تمنوا على إسلامكم اى لا تعدوا إسلامكم منة على او لا تمنوا على بإسلامكم فنصب بنزع الخافض بل الله يمن عليكم ان هداكم للإيمان على ما زعمتم مع أن الهداية لا تستلزم الإهتداء وقريء أن هداكم وإذ هداكم أن كنتم صادقين في ادعاء الإيمان وجوابه محذوف يدل عليه ما قبله اأى فلله المنة عليكم وفي سياق النظم الكريم من اللطف مالا يخفي فإنهم لما سموا ما صدر عنهم إيمانا ومنوا به فنفى كونه إيمانا وسمى إسلاما قيل يمنون عليك بما هو في الحقيقة إسلام وليس بجدير بالمن بل لوصح ادعاؤهم للإيمان فلله المنة عليهم بالهداية إليه لا لهم إن الله يعلم غيب السموات والأرض أى ما غاب فيهما والله بصير بما تعلمون في سركم وعلانيتكم فكيف يخفى عليه