1513 - .
ومن لم يؤمن بالله ورسوله كلام مبتدأ من جهته تعالى غير داخل في الكلام الملقن مقرر لبوارهم ومبين لكيفيته أى ومن لم يؤمن بهما كدأب هؤلاء المخلفين فإنا اعتدنا للكافرين سعيرا أى لهم وإنما وضع موضع الضمير الكافرون إيذانا بأن من لم يجمع بين الإيمان بالله وبرسوله فهو كافر وأنه مستوجب للسعير بكفره وتنكير سعيرا للتهويل أو لأنها نار مخصوصة ولله ملك السموات والأرض وما فيهما يتصرف في الكل كيف يشاء يغفر لمن يشاء أن يغفر له ويعذب من يشاء أن يعذبه من غير دخل لاحد في شيء منهما وجودا وعدما وفيه حسم لأطماعهم الفارغة في استغفاره E لهم وكان الله غفورا رحيما مبالغا في المغفرة والرحمة لمن يشاء ولا يشاء إلا لمن تقتضى الحكمة مغفرته ممن يؤمن به وبرسوله وأما من عداه من الكافرين فهم بمعزل من ذلك قطعا سيقول المخلفون أى المذكورون وقوله تعالى إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ظرف لما قبله لا شرط لما بعده أى سيقولون عند انطلاقكم الى مغانم خيبر لتحوزوها حسبما وعدكم إياها وخصكم بها عوضا مما فاتكم من غنائم مكة ذرونا نتبعكم الى خيبر ونشهد معكم قتال أهلها يريدون ان يبدلوا كلام الله بأن يشاركوا في الغنائم التى خصها باهل الحديبية فإنه E رجع من الحديبية فى ذي الحجة من سنة ست وأقام بالمدينة بقيتها وأوائل المحرم من سنة سبع ثم غزا خيبر بمن شهد الحديبية ففتحها وغنم أموالا كثيرة فخصها بهم حسبما أمره الله D وقرىء كلم الله وهو جمع كلمة وأياما كان فالمراد ما ذكر من وعده تعالى غنائم خيبر لأهل الحديبية خاصة لا قوله تعالى لن تخرجوا معى أبدا فإن ذلك في غزوة تبوك قل إقناطا لهم لن تتبعونا أى لا تتبعونا فإنه نفي معنى النهى للمبالغة كذلكم قال الله من قبل أى عند الأنصراف من الحديبية فسيقولون للمؤمنين عند سماع هذا النهى بل تحسدوننا أى ليس ذلك النهى حكم الله بل تحسدوننا أن نشارككم في الغنائم وقرىء تحسدوننا بكسر السين وقوله تعالى بل كانوا لا يفقهون أى لا يفهون إلا قليلا إلا فهما قليلا وهم فطنتهم لأمرور الدينا رد لقولهم الباطل ووصف لهم بما هو اعظم من الحسد وأطم من الجهل