2423 - .
الصالحات في روضات الجنات مستقرون في أطيب بقاعها وأنزهها لهم ما يشاءون عند ربهم أى ما يشتهونه من فنون المستلذات حاصل لهم عند ربهم ظرف للاستقرار العامل في لهم وقيل ظرف ليشاءون ذلك إشارة الى ما ذكر من حال المؤمنين وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منزلة المشار إليه وهو الفضل الكبير الذى لا يقادر قدره ولا يبلغ غايته ذلك الفضل الكبير هو الذي يبشر الله عباده أي يبشرهم به فحذف الجار ثم العائد الى الموصول كما في قوله تعالى أهذا الذي بعث الله رسولا أو ذلك التبشير الذي يبشره الله تعالى عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقريء يببشر من أبشر قل لا اسألكم عليه روى أنه اجتمع المشركون في مجمع لهم فقال بعضهم لبعض أترون ان محمدا يسأل على ما يتعاطاه أجرا فنزلت أي لا أطلب منكم على ما أنا عليه من التبليغ والبشارة أجرا نفعا إلا المودة في القربى أي إلاأن تودوني لقرابتي أو تودوا أهل قرابتي وقيل الاستثناء منقطع والمعنى لا أسالكم أجرا قط ولكن أسألكم المودة وفي القربى حال منها أى إلا المودة ثابتة في القربى متمكنة في أهلها أو في حق القرابة والقربى مصدر كالزلفى بمعنى القرابة روى أنها لما نزلت قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال على وفاطمة وابناهما وعن النبي A حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ومن ااصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبدالمطلب ولم يجازه فأنا أجازيه عليها غدا إذا لقيني يوم القيامة وقيل القربى التقرب الى الله أي إلاأن تودوا الله ورسوله في تقربكم إليه بالطاعة والعمل الصالح وقرىء إلا مودة في القربى ومن يقترف حسنة اي يكتسب أى حسنة كانت فتناول مودة ذى القربى تناولا أوليا وعن السدى أنها المرادة وقيل نزلت في الصديق رضى الله عنه ومودته فيهم نزد له فيها اي في الحسنة حسنا بمضاعفة الثواب وقرىء يزد أى يزد الله وقرىء حسنى إن الله غفور لمن أذنب شكور لمن أطاع بتوفيه الثواب والتفضل عليه بالزيادة أم يقولون بل أيقولون أفترى محمد على الله كذبا بدعوى النبوة وتلاوة القرآن علىأن الهمزة للإنكار التوبيحي كأنه قيل أيتما لكون أن ينسبوا مثله عليه السلام وهو هو إلى الافتراء لا سيما الافتراء على الله الذى هو أعظم القرى وأفحشها وقوله تعالى فإن يشأ الله يختم على قلبك استشهاد على بطلان ما قالوا ببيان أنه عليه السلام لو افترى على الله تعالى لمنعه من ذلك قطعا وتحقيقه أن دعوى كون القرآن افتراء عليه تعالى قول منهم بأنه تعالى لا يشاء صدوره عن النبي A بل يشاء عدم صدوره