فصلت آية 27 30 بعضهم لبعض لا تسمعوا لهذا القرآن أي لا تنصتوا له والغوا فيه وعارضوه بالخرافا من الرجز والشعر والتصدية والمكاء أو أرفعوا أصواتكم بها لتشوشوه على القارىء وقريء بضم الغين والمعاني واحد يقال لغى يلغى كلقى يلقي ولغا يلغوا إذا هذى لعلكم تغلبون أي تعلبونه على قراءته فلنذيقن الذين كفرو أي فوالله لنذيقن هؤلاء القائلين واللاغين أو جميع الكفار وهم داخلون فيهم دخولا أولياء عذابا شديد 6 ا لا يقادر قدره ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون أي جزاء سيئات أعمالهم التي هي في أنفسها أسوأ وقيل إنه لا يجازيهم بمحاسن أعمالهم كإغاثة الملهوفين وصلة الأرحام وقرىء الأضياف لأنها محبطة بالكفر وعن ابن عباس Bهما عذابا شديدا يوم بدر وأسوأ الذي كانوا يعملون في الآخرة ذلك مبتدأ وقوله تعالى جزاء أعداء الله خبره أي ما ذكر من الجزاء جزاء معدلا لأعدائه وقوله تعالى النار عطف بيان للجزاء أو ذلك خبر مبتدأ محذوف أي الأمر ذلك على انه عبارة عن مضمون الجملة لاعن الجزاء وما بعده جملة مستقلة مبينة لما قبلها وقوله تعالى لهم فيها دار الخلد جملة مستقلة مقررة لما قبلها أو النار مبتدأ هي خبره أي هي بعينها دار إقامتهم على أن في للتجريد وهو أن ينتزع من أمر ذى صفة أمر آخر مثله مبالغة لكامله فيها كما يقال في البيضة عشرون منا حديد وقيل وهي على معناها والمراد أن لهم في النار المشتملة على الدركات دارا مخصوصة هم فيها خالدون جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون منصوب بفعل مقدر أي يجزون جزاء أو بالمصدر السابق فإن المصدر ينتصب بمثله كما في قوله تعالى فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا والباء الأولى متعلقة بجزاء والثانية بيجحدون قدمت عليه لمراعاة الفواصل أي بسبب ماكانوا يجحدون بآياتنا الحقة أو يلغون فيها وذكر الجحود لكونه سببا للغو وقال الذين كفروا وهم متقلبون فيما ذكر من العذاب ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس يعنون فريقي شياطين النوعين المقيضين لهم الحاملين لهم على الكفر والمعاصى بالتسويل والتزين وقيل هما إبليس وقابيل فإنهما سنا الكفر والقتل بغير حق وقرىء أرنا تخفيفا كفخذ في فخذ وقيل معناه أعطناهما وقرىء باختلاس كسرة الراء نجلعهما تحت أقدامنا أي ندسهما انتقاما منهما وقيل نجعلهما في الدرك الأسفل ليكونا من الأسفلين أي ذلا ومهانة أو مكانا إن