غافر 56 58 واستغفر لذنبك تداركا لما فرط منك من ترك الاولى في بعض الاحايين فإنه تعالى كافيك في نصرة دينك واظهاره على الدين كله وسبح بحمد ربك بالعشى والابكار أي ودم على التسبيح ملتبسا بحمده تعالى وقيل صل لهذين الوقتين اذ كان الواجب بمكة ركعتين بكرة وركعتين عشيا وقيل صل شكرا لربك بالعشي والابكار وقيل هما صلاة العصر وصلاة الفجر ان الذين يجادلون في آيات الله ويجحدون بها بغير سلطان اناهم في ذلك من جهته تعالى وتقييد المجادلة بذلك مع استحالة اتيانه للايذان بأن التكلم في امر الدين لا بد من استناده الى سلطان مبين البتة وهذا عام لكل مجادل مبطل وان نزل في مشركي مكة وقوله تعالى ان في صدورهم الا كبر خبر لان أي ما في قلوبهم الا تكبر عن الحق وتعظم عن التفكر والتعلم او الا ارادة الرياسة والتقدم على الاطلاق او الا ارادة ان تكون النبوة لهم دونك حسدا وبغيا حسبما قالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم وقالو لو كان خيرا ما سبقونا اليه ولذلك يجادلون فيها لا ان فيها موقع جدال ما وان لهم شيئا يتوهم ان يصلح مدارا لمجادلتهم في الجملة وقوله تعالى ماهم ببالغيه صفة لكبر قال مجاهد ما هم ببالغي مقتضى ذلك الكبر وهو ما ارادوه من الرياسة او النبوة وقيل المجادلون هم اليهود وكانوا يقولون لست صاحبنا المذكور في التوراة بل هو المسيح بن داود يريدون الدجال يخرج في آخر الزمان ويبلغ سلطانه البر و البحر و تسير معه الانهار وهو آية من آيات الله تعالى فيرجع الينا الملك فسمى الله تعالى تمنيهم ذلك كبرا ونفى ان يبلغوا متمناهم فاستعذ بالله أي فالتجيء اليه من كيد من يحسدك ويبغي عليك وفيه رمز الى انه من همزات الشياطين انه هو السميع البصير لاقوالكم وافعالكم وقوله تعالى لخلق السموات والارض اكبر من خلق الناس تحقيق للحق وتبيين لاشهر ما يجادلون فيه من امر البعث على منهاج قوله تعالى أو ليس الذي خلق السموات والارض بقادر على ان يخلق مثلهم ولكن اكثر الناس لا يعلمون لقصورهم في النظر والتأمل لفرط غفلتهم واتباعهم لاهوائهم وما يستوى الاعمى والبصير أي الغافل والمستبصر والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء أي والمحسن والسيء فلا بد ان تكون لهم حال اخرى يظهر فيها ما بين الفريقين من التفاوت وهي فيما بعد البعث وزيادة لا في المسيء لتأكيد النفي لطول الكلام بالصلة ولان المقصود نفي مساواته للمحسن فيما له من الفضل والكرامة والعاطف الثاني عطف الموصول بما عطف عليه على الاعمى والبصير لتغاير الوصفين في المقصود او الدلالة بالصراحة والتمثيل قليلا ما تتذكرون على الخطاب بطريق الالتفات