الزمر 30 31 لمثل من الامثال القرآنية بعد بيان ان الحكمة في ضربها هو التذكر والاتعاظ بها وتحصيل التقوى والمراد بضرب المثل ههنا تطبيق حالة عجيبة بأخرى مثلها وجعلها مثلها كما مر في سورة يس ومثلا مفعول ثان لضرب ورجلا مفعوله الاول اخر عن الثاني للتشويق اليه وليتصل به ما هو من تتمته التي هي العمدة في التمثيل وفيه ليس بصلة لشركاء كما قيل بل هو خبر له وبيان انه في الاصل كذلك مما لا حاجة اليه والجملة في حيز النصب على انه وصف لرجلا او الوصف هو الجار والمجرور وشركاء مرتفع به على الفاعلية لاعتماده على الموصوف فالمعنى جعل الله تعالى مثلا للمشرك حسبما يقود اليه مذهبه من ادعاء كل معبوديه عبوديته عبدا يتشارك فيه جماعة يتجاذبونه ويتعاورونه في مهماتهم المتباينة في تحيره وتوزع قلبه ورجلا أي وجعل للموحد مثلا رجلا سلما أي خالصا لرجل فرد ليس لغيره عليه سبيل اصلا وقرىء سلما بفتح السين وكسرها مع سكون اللام والكل مصادر من سلم له كذا أي خلص نعت بها مبالغة او حذف منها ذو وقرىء سالما وسالم أي وهناك رجل سالم وتخصيص الرجل لانه افطن لما يجري عليه من الضر والنفع هل يستويان مثلا انكار واستبعاد لاستوائهما ونفي له على ابلغ وجه وآكده وايذان بأن ذلك من الجلاء والظهور بحيث لا يقدر احد ان يتفوه باستوائهما او يتلعثم في الحكم بتباينهما ضرورة أن احدهما في اعلى عليين والاخر في اسفل سافلين وهو السر في ابهام الفاضل والمفضول وانتصاب مثلا على التمييز أي هل يستوي حالاهما وصفتاهما والاقتصار في التمييز على الواحد لبيان الجنس وقرىء مثلين كقوله تعالى اكثر اموالا واولادا باختلاف النوع او لان المراد هل يستويان في الوصفين على ان الضمير للمثلين لان التقدير مثل رجل فيه الخ ومثل رجل الخ وقوله تعالى الحمد لله تقرير لما قبله من نفي الاستواء بطريق الاعتراض وتنبيه للموحدين على ان مالهم من المزية بتوفيق الله تعالى وانها نعمة جليلة موجبة عليهم ان يداموا على حمده وعبادته او على ان بيانه تعالى بضرب المثل ان لهم المثل الاعلى وللمشركين مثل السوء صنع جميل ولطف تام منه D مستوجب لحمده وعبادته وقوله تعالى بل اكثرهم لا يعلمون اضراب وانتقال من بيان عدم الاستواء على الوجه المذكور الى بيان ان اكثر الناس هم المشركون لا يعلمون ذلك مع كمال ظهوره فيبقون في ورطة الشرك والضلال وقوله تعالى انك ميت وانهم ميتون تمهيد لما يعقبه من الاختصام يوم القيامة وقرىء مائت ومائتون وقيل كانوا يتربصون برسول الله موته أي انكم جميعا بصدد الموت ثم انكم يوم القيامة عند ربكم أي مالك اموركم تختصمون فتحتج انت عليهم بأنك بلغتهم ما ارسلت به من الاحكام والمواعظ التي من جملتها ما في تضاعيف هذه الآيات واجتهدت في الدعوة الى الحق حق الاجتهاد وهم قد لجوا في المكابرة والعناد وقيل المراد به الاختصام العام الجاري في الدنيا بين الانام والاول هو الاظهر الانسب بقوله