يس 48 52 أطمعه أي على زعمكم وعن ابن عباس رضى الله عنهما كان بمكة زنادقة إذا امروا بالصدقة على المساكين قالوا لا والله أيفقره الله ونطعمه نحن وقيل قاله مشركو قريش حين استطعمهم فقراء المؤمنين من أموالهم التي زعموا انهم جعلوها لله تعالى من الحرث والانعام يوهمون أنه تعالى لما لم يشأ إطعامهم وهو قادر عليه فنحن أحق بذلك وما هو إلا لفرط جهالتهم فإن الله تعالى يطعم عباده باسباب من جملتها حث الاغنياء على إطعام الفقراء وتوفيقهم لذلك إن انتم إلا في ضلال مبين حيث تأمروننا بما يخالف مشيئة الله تعالى وقد جوز أن يكون جوابا لهم من جهته تعالى أو حكاية لجواب المؤمنين لهم ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين أي فيما تعدوننا به من قيام الساعة مخاطبين لرسول الله والمؤمنين لما أنهم ايضا كانوا يتلون عليهم آيات الوعيد بقيامها ومعنى القرب في هذا إما بطريق الاستهزاء وإما باعتبار قرب العهد بالوعد ما ينظرون جواب من جهته تعالى أي ما ينتظرون إلا صيحة واحدة هي النفخة الاولى تاخذهم مفاجأة وهم يخصمون أي يتخاصمون في متاجرهم ومعاملاتهم لا يخطر ببالهم شئ من مخايلها كقوله تعالى فاخذتهم الصاعقة بغتة وهم لا يشعرون فلا يغتروا بعدم ظهور علائمها ولا يزعموا أنها لا تأتيهم وأصل يخصمون يختصمون فسكنت التاء وأدغمت في الصاد ثم كسرت الخاء لالتقاء الساكنين وقرئ بكسر الياء للإتباع وبفتح الخاء على إلقاء حركة التاء عليه وقرئ على الاختلاس وبالاسكان على تجويز الجمع بين الساكنين إذا كان الثاني مدغما وإن لم يكن الأول حرف مد وقرئ يخصمون من خصمه إذا جادله فلا يستطيعون توصية في شئ من أمورهم إن كانوا فيما بين أهليهم ولا الى أهلهم يرجعون إن كانوا في خارج أبوابهم بل تبغتهم الصيحة فيموتون حيثما كانوا ونفخ في الصور هي النفخة الثانية بينها وبين الأولى أربعون سنة أي ينفخ فيه وصيغة الماضي للدلالة على تحقق الوقوع فإذا هم من الاجداث أي القبور جمع جدث وقرئ بالفاء الى ربهم مالك أمرهم على الإطلاق ينسلون يسرعون بطريق الإجبار دون الاختيار لقوله تعالى لدينا محضرون وقرئ بضم السين قالوا أي في ابتداء بعثهم من القبور يا ويلنا احضر فهذا أوانك وقرئ يا ويلتنا من بعثنا من مرقدنا وقرئ من أهبنا من هب من نومه إذا انتبه وقرئ من هبنا بمعنى أهبنا وقيل أصله