فاطر 23 27 أبلغ من الاول ولذلك كرر الفعل وأوثر صيغة الجمع في الطرفين تحقيقا للتباين بين افراد الفريقين وقيل تمثيل للعلماء والجهلة إن الله يسمع من يشاء أن يسمعه ويوفقه لفهم آياته والاتعاظ بعظاته وما انت بمسمع من في القبور ترشيح لتمثيل المصرين على الكفر بالأموات وإشباع في إقناطه من إيمانهم إن انت إلا نذير ما عليك إلا الإنذار وأما الإسماع البتة فليس من وظائفك ولا حيلة لك إليه في المطبوع على قلوبهم إنا ارسلناك بالحق أي محقين او محقا انت أو إرسالا مصحوبا بالحق ويجوز أن يتعلق بقوله بشيرا ونذيرا أي بشيرا بالوعد الحق ونذيرا بالوعيد الحق وإن من أمة أي ما من أمة من الامم الدارجة في الازمنة الماضية إلا خلا أي مضى فيها نذير من نبى أو عالم ينذرهم والاكتفاء بذكره للعلم بأن النذارة قرينة البشارة لا سيما وقد اقترنا آنفا ولأن الإنذار هو الأنسب بالمقام وإن يكذبوك أي تموا على تكذيبك فلا تبال بهم وبتكذيبهم فقد كذب الذين من قبلهم من الامم العاتية جاءتهم رسلهم بالبينات أي المعجزات الظاهرة الدالة على نبوتهم وبالزبر كصحف ابراهيم وبالكتاب المنير كالتوراة والانجيل والزبور على إرادة التفصيل دون الجمع ويجوز أن يراد بهما واحد والعطف لتغاير العنوانين ثم اخذت الذين كفروا وضع الموصول موضع ضميرهم لذمهم بما في حيز الصلة والإشعار بعلة الأخذ فكيف كان نكير أي إنكارى بالعقوبة وفيه مزيد تشديد وتهويل لها الم تر استئناف مسوق لتقرير ما قبله من اختلاف احوال الناس ببيان أن الاختلاف والتفاوت امر مطرد في جميع المخلوقات من النبات والجماد والحيوان والرؤية قلبية أي ألم تعلم أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا به بذلك الماء والالتفات لإظهار كمال الاعتناء بالفعل لما فيه من الصنع البديع المنبئ عن كمال القدرة والحكمة ثمرات مختلفا ألوانها أي أجناسها أو أصنافها على ان كلا منها ذو أصناف مختلفة أو هيآتها وأشكالها أو ألوانها من الصفرة والخضرة والحمرة وغيرها وهو الأوفق لما في قوله تعالى ومن الجبال جدد أي ذو جدد أي خطط وطرائق ويقال جدة الحمار للخطة السوداء