الأحزاب 21 22 لجبنهم يظنون ان الاحزاب لم ينهزموا ففروا الى داخل المدينة وإن يأت الاحزاب كرة ثانية يودوا لو أنهم بادون في الأعراب تمنوا أنهم خارجون الى البدو حاصلون بين الاعراب وقرئ بدي جمع باد كغاز وغزى يسألون كل قادم من جانب المدينة وقرئ يساءلون أي يتساءلون ومعناه يقول بعضهم لبعض ماذا سمعت ماذا بلغك أو يتساءلون الأعراب كما يقال رايت الهلال وتراءيناه فإن صيغة التفاعل قد تجرد عن معنى كون ما أسندت إليه فاعلا من وجه ومفعولا من وجه ويكتفى بتعدد الفاعل كما في المثال المذكورة ونظائره عن أنبائكم عما جرى عليكم ولو كانوا فيكم هذه الكرة ولم يرجعوا الى المدينة وكان قتال ما قاتلوا إلا قليلا رياء وخوفا من التعيير لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة خصلة حسنة حقها يؤتسى بها كالثبات في الحرب ومقاساة الشدائد او هو في نفسه قدوة يحق النأسي به كقولك في البيضة عشرون منا حديدا أي هي في نفسها هذا القدر من الحديد وقرئ بكسر الهمزة وهي لغة فيها لمن كان يرجو الله واليوم الاخر أي ثواب الله او لقاءه أو أيام الله واليوم الاخر خصوصا وقيل هو مثل قولك أرجو زيدا وفضله فإن اليوم الاخر من أيام الله تعالى ولمن كان صلة لحسنة او صفة لها وقيل بدل من لكم والاكثرون على أن ضمير المخاطب لا يبدل منه وذكر الله أي وقرن بالرجاء ذكر الله كثيرا أي ذكرا كثيرا أو زمانا كثيرا فإن المثابرة على ذكره تعالى تؤدي الى ملازمة الطاعة وبها يتحقق الائتساء برسول الله ولما راى المؤمنون الاحزاب بيان لما صدر عن خلص المؤمنين عند اشتباه الشئون واختلاف الظنون بعد حكاية ما صدر عن غيرهم أي لما شاهدوهم حسبما وصفوا لهم قالوا هذا مشيرين الى ما شاهدوه من حيث هو من غير أن يخطر ببالهم لفظ يدل عليه فضلا عن تذكيره وتأنيثه فإنهما من أحكام اللفظ كما مر في قوله تعالى فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربى وجعله إشارة الى الخطب او البلاء من نتائج النظر الجليل فتدبر نعم يجوز التذكير باعتبار الخبر بالذي هو ما وعدنا الله ورسوله فإن ذلك العنوان اول ما يخطر ببالهم عند المشاهدة ومرادهم بذلك ما وعدوه بقوله تعالى أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء الى قوله تعالى ألا إن نصر الله قريب وقوله وقوله سيشتد الامر باجتماع الاحزاب عليكم والعاقبة لكم عليهم وقوله إن الاحزاب سائرون إليكم بعد تسع ليال أو عشر وقرئ بكسر الراء وفتح الهمزة وصدق الله ورسوله أي ظهر صدق خبر الله تعالى ورسوله أو صدقا في النصرة والثواب كما صدقا في البلاء وإظهار الاسم للتعظيم وما زادهم أي ما رأوه إلا إيمانا بالله تعالى وبمواعيده