الاحزاب 3 5 .
وتوكل على الله أي فوض جميع أمورك إليه وكفى بالله وكيلا حافظا موكولا إليه كل الامور ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه شروع في إلقاء الوحي الذي أمر باتباعه وهذا مثل ضربه الله تعالى تمهيدا لما يعقبه من قوله تعالى وما جعل أزواجكم اللائى تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم ابناءكم وتنبيها على أن كون المظاهر منها اما وكون الدعى ابنا أي بمنزلة الام والابن في الاثار والاحكام المعهودة فيما بينهم في الاستحالة بمنزلة اجتماع قلبين في جوف واحد وقيل هو رد لما كانت العرب تزعم من أن اللبيب الأريب له قلبان ولذلك لأبي معمر أو لجميل بن سيد الفهري ذو القلبين أي ما جمع الله تعالى قلبين في رجل وذكر الجوف لزيادة التقرير كما في قوله تعالى ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ولا زوجية ولا أمومة في امراة ولا دعوة وبنوة في شخص لكن لا بمعنى نفى الجمع بين حقيقة الزوجية والأمومة ونفى بين حقيقة الدعوة والنبوة كما في القلب ولا بمعنى نفى الجمع بين أحكام الزوجية وأحكام الامومة ونفى الجمع بين أحكام الدعوة وأحكام النبوة على الاطلاق بل بمعنى نفى الجمع بين حقيقة الزوجية واحكام الامومة ونفى الجمع بين حقيقة الدعوة واحكام النبوة لإبطال ما كانوا عليه من إجراء أحكام الامومة على المظاهر منها وإجراء احكام النبوة على الدعى ومعنى الظهار ان يقول لزوجته أنت على كظهر امي مأخوذ من الظهر باعتبار اللفظ كالتلبية من لبيك وتعديته بمن لتضمنه معنى التجنب لأنه كان طلاقا في الجاهلية وهو في الاسلام يقتضى الطلاق أو الحرمة الى أداء الكفارة كما عدى آلى بها وهو بمعنى حلف وذكر الظهار للكناية عن البطن الذي هو عموده فإن ذكره قريب من ذكر الفرج أو التغليظ في التحريم فإنهم كانوا يحرمون إتيان الزوجة وظهرها الى السماء وقرئ اللاء وقرئ تظاهرون بحذف إحدى التاءين من تتظاهرون وتظاهرون بإدغام التاء الثانية في الظاء وتظهرون من اظهر بمعنى تظهر وتظهرون من ظهر بمعنى ظاهر كعقد بمعنى عاقد وتظهرون من ظهر ظهورا وادعياء جمع دعى وهو الذي يدعى ولدا على الشذوذ لاختصاص افعلاء بفعيل بمعنى فاعل كتقى واتقياء كأنه شبه به في اللفظ فجمع جمعه كقتلاء وأسراء ذلكم إشارة إلى ما يفهم مما ذكر من الظهار والدعاء أو الى الاخير الذي هو المقصود من مساق الكلام أي دعاءكم بقولكم هذا إبنى قولكم بافواهكم فقط من غير أن يكون له مصداق وحقيقة في الاعيان فإذن هو بمعزل من استتباع أحكام البنوة كما زعمتم والله يقول الحق المطابق للواقع وهو يهدى السبيل أي سبيل الحق لا غير فدعوا أقوالكم وخذوا بقوله D ادعوهم لآبائهم أي انسبوهم