الروم 23 25 الا العالمون وقرىء بفتح اللام وفيه دلالة على كمال وضوح الآيات وعدم خفائها على احد من الخلق كافة ومن آياته منامكم بالليل والنهار لاستراحة القوى النفسانية وتقوى القوى الطبيعية وابتغاؤكم من فضله فيهما فإن كلا من المنام وابتغاء الفضل يقع في الملوين وان كان الاغلب وقوع الاول في الاول والثاني في الثاني او منامكم بالليل وابتغاؤكم بالنهار كما هو المعتاد والموافق لسائر الآيات الواردة في ذلك خلا انه فصل بين القرينين الاولين بالقرينين الاخيرين لانهما زمان والزمان مع ما وقع فيه كشيء واحد مع اعادة اللف على الاتحاد ان في ذلك لآيات لقوم يسمعون أي شأنهم ان يسمعوا الكلام سماع تفهم واستبصار حيث يتأملون في تضاعيف هذا البيان ويستدلون بذلك على شئونه تعالى ومن آياته يريكم البرق الفعل اما مقدر بأن كما في قول من قال الا ابهذا الزاجري احضر الوغي أي ان احضر او منزل منزلة المصدروبه فسر المثل المشهور تسمع بالمعيدي خير من ان تراه او هو على حاله صفة لمحذوف أي آية يريكم بها البرق كقول من قال ... وما الدهر الا نارتان فمنها اموت واخرى ابتغي العيش اكدح ... أي فمنهما تارة اموت فيها واخرى ابتغي فيها او ومن آياته شيء او سحاب يريكم البرق خوفا من الصاعقة او للمسافر وطمعا في الغيث او للمقيم ونصبهما على العلة لفعل يستلزمه المذكور فإن اراءتهم البرق مستلزمة لرؤيتهم اياه او للمذكور نفسه على تقدير مضاف نحو اراءة خوف وطمع او على تأويل الخوف والطمع بالاخافة والاطماع كقولك فعلنه رغما للشيطان او على الحال نحو كلمته شفاها وينزل من السماء ماء وقرىء بالتخفيف فيحي به الارض بالنبات بعد موتها يبسها ان في ذلك لآيات لقوم يعقلون فإنها من الظهور بحيث يكفي في ادراكها مجرد العقل عند استعماله في استنباط اسبابها وكيفية تكونها ومن آياته ان تقوم السماء والارض بأمره أي بإرادته تعالى لقيامهما والتعبير عنها بالامر للدلالة على كمال القدرة والغني عن المبادى والاسباب وليس المراد بإقامتهما انشاءهما لانه قد بين حاله بقوله تعالى ومن آياته خلق السموات والارض ولا اقامتهما بغير مقيم محسوس كما قيل فإن ذلك من تتمات انشائهما وان لم يصرح به تعويلا على ما ذكر في غير موضع من قوله تعالى خلق السموات بغير عمد ترونها الآية