العنكبوت 26 28 بينكم أو مودودة أو نفس المودة وقرئ مودة منونة منصوبة ناصبة الظرف وقرئت بالرفع والاضافة على أنها خبر مبتدأ محذوف أي هي مودودة أو نفس المودة او سبب مودة بينكم والجملة صفة او ثانا أو خبر إن على أن ما مصدرية أو موصولة قد حذف عائدها وهو المفعول الاول وقرئت مرفوعة منونة ومضافة بفتح بينكم كما قرئ لقد تقطع بينكم على أحد الوجهين وقرئ إنما مودة بينكم والمعنى ان اتخاذكم إياها مودة بينكم ليس إلا في الحياة وقد أجريتم أحكامه حيث فعلتم بي ما فعلتم لاجل مودتكم لها انتصارا منى كما ينبئ عنه قوله تعالى وانصروا آلهتكم ثم يوم القيامة تنقلب الامور ويتبدل التواد تباغضا والتلاطف تلاعنا حيث يكفر بعضكم وهم العبدة ببعض وهم الاوثان ويلعن بعضكم بعضا أي يلعن كل فريق منكم ومن الاوثان حيث ينطقها الله تعالى الفريق الآخر ومأواكم النار أي هي منزلكم الذي تأوون اليه ولا ترجعون منه ابدا وما لكم من ناصرين يخلصونكم منها كما خلصني ربي من النار التي القيتموني فيها وجمع الناصر لوقوعه في مقابلة الجمع أي ما لاحد منكم من ناصر اصلا فآمن له لوط أي صدقه في جميع مقالاته لا في نبوته وما دعا اليه من التوحيد فقط فإنه كان منزها عن الكفر وما قيل انه آمن له حين راى النار لم تحرقه ينبغي ان يحمل على ما ذكرنا او على ان يراد بالايمان الرتبة العالية منها وهي التي لا يرتقي اليها الا هم الافراد الكمل ولوط هو ابن اخيه عليهما السلام وقال اني مهاجر أي من قومي الى ربي الى حيث امرني ربي انه هو العزيز الغالب على امره فيمنعني من اعدائي الحكيم الذي لا يفعل فعلا الا وفيه حكمة ومصلحة فلا يأمرني الا بما فيه صلاحي روى انه هاجر من كوثى سواد الكوفة مع لوط وسارة ابنة عمه الى حران ثم منها الى الشام فنزل فلسطين ونزل لوط سدوم ووهبنا له اسحاق ويعقوب ولدا ونافلة حين ايس من عجوز عافر وجعلنا في ذريته النبوة فكثر منهم الانبياء والكتاب أي جنس الكتاب المتناول للكتب الاربعة وآتيناه اجره بمقابلة هجرته الينا في الدنيا بإعطاء الولد والذرية الطيبة واستمرار النبوة فيهم وانتماء اهل الملل اليه والثناء والصلاة عليه الى آخر الدهر وانه في الآخرة لمن الصالحين أي الكاملين في الصلاح ولوطا منصوب اما بالعطف على نوحا او على ابراهيم والكلام في قوله تعالى اذ قال لقومه كالذي مر في قصة ابراهيم عليه السلام انكم لتأتون الفاحشة أي الفعلة المتناهية في القبح وقرىء ائنكم ما سبقكم بها من احد من العالمين استئناف مقرر لكمال قبحها فإن اجماع جميع افراد العالمين على التحاشي عنها ليس الا لكونها مما تشمئز منه الطباع وتنفر منه النفوس