البقرة 154 - 152 .
هي عبارة عن تكميل النفس بحسب القوة العملية وتهذيبها المتفرع على تكميلها بحسب القوة النظرية الحاصل بالتعليم المترتب على التلاوة للإيذان بأن كلا من الأمور المترتبة نعمة جليلة على حيالها مستوجبة للشكر فلو روعى ترتيب الوجود كما في قوله تعالى وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم لتبادر الى الفهم كون الكل نعمة واحدة كما مر نظيره في قصة البقرة وهو السر في التعبير عن القرآن تارة بالآيات وأخرى بالكتاب والحكمة رمزا الى انه باعتبار كل عنوان نعمة على حدة ولا يقدح فيه شمول الحكمة لما في تضاعيف الأحاديث الشريفة من الشرائع وقوله D .
ويعلمكم مالم تكونوا تعلمون صريح في ذلك فإن الموصول مع كونه عبارة عن الكتاب والحكمة قطعا قد عطف تعليمه على تعليمهما وما ذلك الا لتفصيل فنون النعم في مقام يقتضيه كما في قوله تعالى ونجيناهم من عذاب غليظ عقيب قوله تعالى نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا والمراد بعدم علمهم أنه ليس من شأنهم أن يعلموه بالفكر والنظر وغير ذلك من طرق العلم لانحصار الطريق في الوحي .
فاذكروني الفاء للدلالة على ترتب الأمر على ما قبله من موجباته أي فاذكروني بالطاعة .
أذكركم بالثواب وهو تحريض على الذكر مع الاشعار بما يوجبه .
واشكروا لى ما أنعمت به عليكم من النعم .
ولا تكفرون بجحدها وعصيان ما أمرتكم به .
ياأيها الذين آمنوا وصفهم بالإيمان اثر تعداد ما يوجبه ويقتضيه تنشيطا لهم وحثا على مراعاة ما يعقبه من الأمر .
استعينوا في كل ما تأتون وما تذرون .
بالصبر على الأمور الشاقة على النفس التي من جملتها معاداة الكفرة ومقابلتهم المؤدية الى مقاتلتهم .
والصلاة التي هي ام العبادات ومعراج المؤمنين ومناجاة رب العالمين .
ان الله مع الصابرين تعليل للأمر بالاستعانة بالصبر خاصة لما أنه المحتاج الى التعليل واما الصلاة فحيث كانت عند المؤمنين اجل المطالب كما ينبئ عنه قوله عليه السلام وجعلت قرة عيني في الصلاة لم يفتقر الأمر بالاستعانة بها الى التعليل ومعنى المعية الولاية الدائمة المستتبعة للنصرة واجابة الدعوة ودخول مع على الصابرين لما أنهم المباشرون للصبر حقيقة فهم متبوعون من تلك الحيثية .
ولا تقولوا عطف على استعينوا الخ مسوق لبيان ان لا غائلة للمأمور به وأن الشهادة التي ربما يؤدي اليها الصبر حياة أبدية .
لمن يقتل في سبيل الله أموات أي هم أموات .
بل أحياء أي بل هم احياء .
ولكن لا تشعرون بحياتهم وفيه رمز الى انها ليست مما يشعر به بالمشاعر الظاهرة من الحياة الجسمانية وانما هي امر روحاني لا يدرك بالعقل بل بالوحي وعن الحسن C أن الشهداء أحياء عند الله تعرض أرزاقهم على أرواحهم فيصل اليهم الروح والفرح كما تعرض النار على آل فرعون غدوا وعشيا فيصل اليهم الألم والوجع قلت رأيت في المنام سنة