سورة العنكبوت 1 3 .
مكية وهي تسع وستون آية بسم الله الرحمن الرحيم الم الكلام فيه كالذي مر مرارا في نظائره من الفواتح الكريمة خلا ان ما بعده لا يحتمل أن يتعلق به تعلقا اعرابيا احسب الناس الحسبان ونظائره لا يتعلق بمعاني المفردات بل بمضامين الجمل المفيدة لثبوت شيء لشيء او انتفاء شيء بحيث يتحصل منها مفعولاه اما بالفعل كما في عامة المواقع واما بنوع تصرف فيها كما في الجمل المصدرة بأن والواقعة صلة للموصول الاسمى او الحرفي فإن كلا منها صالحة لان يسبك منها مفعولاه لان قوله تعالى احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمناوهم لا يفتنون في قوة ان يقال احسبوا انفسهم متروكين بلا فتنة بمجرد ان يقولوا آمنا أوان يقال احسبوا تركهم غير مفتونين بقولهم آمنا حاصلا متحققا والمعنى انكار الحسبان المذكور واستبعاده وتحقيق انه تعالى يمتحنهم بمشاق التكاليف كالمهاجرة والمجاهدة ورفض ما تشتهيه النفس ووظائف الطاعات وفنون المصائب في الانفس والاموال ليتميز المخلص من المنافق والراسخ في الدين من المتزلزل فيه ويجازيهم بحسب مراتب اعمالهم فإن مجرد الايمان وان كان عن خلوص لا يقتضى غير الخلاص من الخلود في النار روى انها نزلت في ناس من الصحابة رضوان الله تعالى عليهم اجمعين جزعوا من اذية المشركين وقيل في عمار قد عذب في الله وقيل في مهجع مولى عمر بن الخطاب Bهما رماه عامر بن الحضرمي بسهم يوم بدر فقتله فجزع عليه ابواه وامراته وهو اول من استشهد يومئذ من المسلمين فقال رسول الله سيد الشهداء مهجع وهو اول من يدعي الى باب الجنة من هذه الامة ولقد فتنا الذين من قبلهم متصل بقوله تعالى احسب او بقوله تعالى لا يفتنون والمعنى ان ذلك سنة قديمة مبنية على الحكم البالغة جارية فيما بين الامم كلها فلا ينبغي ان يتوقع خلافها والمعنى ان الامم الماضية قد اصابهم من ضروب الفتن والمحن ما هو اشد مما اصاب هؤلاء فصبروا كما يعرب عنه قوله تعالى وكاين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا الآيات وعن النبي قد كان من قبلكم يؤخذ فيوضع المنشار