القصص 8 9 فالتقطه آل فرعون فصيحة مفصحة عن عطفه على جملة مترتبة على ما قبلها من الأمر بالإلقاء قد حذفت تعويلا على دلالة الحال وإيذانا بكمال سرعة الامتثال أي فألقته في اليم بعد ما جعلته في التابوت حسبما أمرت فالتقطه آل فرعون أي أخذوه اعتناء به وصيانة له عن الضياع قال ابن عباس Bهما وغيره كان لفرعون يومئذ بنت لم يكن له ولد غيرها وكانت من اكرم الناس إليه وكان بها برص شديد عجزت الأطباء عن علاجه فقالوا لا تبرا إلا من قبل البحر يؤخذ منه شبه الأنس يوم كذا وساعة كذا من شهر كذا حين تشرق الشمس فيؤخذ من ريقه فيلطخ به برصها فتبرا فلما كان ذلك اليوم غدا فرعون في مجلس له على شفير النيل ومعه امراته آسية بنت مزاحم بن عبيد بن الريان بن الوليد الذي كان فرعون مصر في زمن يوسف الصديق عليه السلام وقيل كانت من بني إسرائيل من سبط موسى E وقيل كانت عمته حكاه السهيلي وأقبلت بنت فرعون في جواريها حتى جلست على شاطئ النيل فإذا بتابوت في النيل تضربه الامواج فتعلق بشجرة فقال فرعون ائتوني به فابتدروا بالسفن فأحضروه بين يديه فعالجوا فتحه فلم يقدروا عليه وقصدوا كسره فأعياهم فنظرت آسية فرأت نورا في جوف التابوت لم يره غيرها فعالجته ففتحته فإذا هي بصبي صغير في مهده وإذا نور بين عينيه وهو يمص إبهامه لبنا فألقى الله تعالى محبته في قلوب القوم وعمدت ابنة فرعون الى ريقة فلطخت به برصها فبرأت من ساعتها وقيل لما نظرت الى وجهه برأت فقالت الغواة من قوم فرعون إنا نظن أن هذا هو الذي نحذر منه رمى في البحر فرقا منك فامتله فهم فرعون بقتله فاستوهبته آسية فتركه كما سيأتي واللام في قوله تعالى ليكون لهم عدوا وحزنا لام العاقبة أبرز مدخولها في معرض العلة لالتقاطهم تشبيها له في الترتب عليه بالغرض الحامل عليه وقرئ حزنا وهما لغتان كالسقم والسقم جعل E نفس الحزن إيذانا بقوة سببيته لحزنهم إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين أي في كل ما يأتون وما يذرون فلا غرو في أن قتلو الاجله ألوفاثم أخذوه يربونه ليكبر ويفعل بهم ما كانوا يحذرون روى أنه ذبح في طلبه E تسعون ألف وليد أو كانوا مذنبين فعاقبهم الله تعالى بأن ربي عدوهم على أيديهم فالجملة اعتراضية لتأكيد خطئهم أو لبيان الموجب لما ابتلوا به وقرئ خاطين على انه تخفيف خاطئين او على انه بمعنى متعدين الصواب الى الخطأ وقالت امرأة فرعون أي لفرعون حين اخرجته من التابوت قرة عين لي ولك أي هو قرة عين لنا لما أنهما لما رأياه أحباه أو لما ذكر من برء ابنته من البرص بريقه وفي الحديث أنه قال لك لالى ولو قال كما هو لك لهداه الله تعالى كما هداها لا تقتلوه خاطبته بلفظ الجمع تعظيما ليساعدها فيما تريده عسى