سورة الفرقان 37 35 بما هو المقصود وحمل قوله تعالى فدمرناهم على معنى فحكمنا بتدميرهم مع كونه تعسفا ظاهرا مما لا وجه له إذ لا فائدة يعتد بها في حكاية الحكم بيتدمير قد وقع وانقضى والتعرض في مطلع القصة لإيتاء الكتاب مع أنه كان بعد مهلك القوم ولم يكن له مدخل في هلاكهم كسائر الأيات للإيذان من أول الأمر ببلوغه A غاية الكمال و نيله نهاية الامال التي هي إنجاء بني إسرائيل من ملكه فرعون وإرشادهم إلى الطريق الحق A غايى الكمال ونيله نهاية بما في التوراة من الأحكام إذا به يحصل تأكيد الوعد بالهداية على الوجه الذي مربيانه وقرىء فدمرتهم وفدمراهم وفدمراهم على التأكيد بالنون الثقيلة وقوم نوح منصوب بمضمر يدل عليه قوله تعالى فدمرناهم أي ودمرنا قوم نوح وقيل عطف على مفعول فدمر ناهم وليس من ضرورة ترتيب تدميرهم على ما قبله ترتب تدمير هؤلاء عليه لا سيما وقد بين سببه بقوله تعالى لما كذبوا الرسل أي نوحا ومن قبله من الرسل أو نوحا وحده لأن تكذيبه تكذيب للكل لا تفاقهم على التوحيد والإسلام وقيل هو منصوب بمضمر يفسره قوله تعالى أغرقناهم وإنما يتسنى ذلك على تقدير كون كلمه لما ظرف زمان وأما على تقدير كونها حرف وجود لوجود فلا لأنه حينئذ جواب لها وجواب لما لا يفسر ما قبله مع أنه مخل بعطف المنصوبات الآتيه على قوم نوح لما أن إهلاكهم ليس بالإغراق فالوجه ما نقدم وقوله تعالى أغرقناهم استناف مبين لكيفية تدميرهم وجعلناهم أي جعلنا إفراقهم أو قصتهم للاس آيه أي آية عظيمة يعتبر بها كل من شاهدها أو سمعها وهي مفعول ثان لجعلنا وللناس ظرف لغوله أو متعلق محذوف وق حالا من آية إذ لو تأخر عنها لكان صفة لها وأعتدنا للظالمين أي لهم والإظهار في موقع الإضمار للإبذان بتجاوزهم الحد في الكفر والتكذيب عذابا أليما هو عذاب الآخرة لا فائدة في الإخبار بإعتياد العذاب الذي قد أخبر بوقوعة من قبل أو لجميع الظالمين الباقين الذين لم يعتبروا بما جرى عليهم من العذاب فيدخل في زمرتهم قريش دخولا أةليا ويحتمل العذاب الدنيوي الأخروى وعادا عطف على قوم نوح وقيل على المفعول الأول لجعلناهم وقيل على الظالمين إذهو في معنى وعدنا الظالمين وكلاهما بعيد وثمود الكلام فيه وفيما بعده كما فيما قبله وقرىء وثمودا على تأويل الحى أنه الأب الأقصى وأصحاب الرس هم قوم يعبدون الأصنام فبعث الله تعالى إليهم شعيبا عليه السلام فكذبوه فبينما هم حول الرس وهي البءر التي لم تطو بعد إذ انهارت فخسف بهم وبديارهم وقيل الرس قرية بفلج اليمامة كان فيها بقايا ثمود فبعث إليهم نبي فقتلوخ فهلكوا أو قيل هو الأخدود وقيل بءر بأنطاكية قتلوا فيها حبيبا النجار وقيل هم أصحاب حنظلة بن صفوان النبي A ابتلاهم الله بطير عظيم كان فيها من كل لون وسموها عنقاء لطول عنقها وكانت تسكن جبلهم الذي يقال له فتخ أو دمخ فتنقض على صبيانهم فتخطفهم إن أعوزها الصيد