هود الآية 109 110 من الأرض نباتا وإن حمل على ما أعد الله لعباده الصالحين من النعيم الروحاني الذي عبر عنه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فهو نصب على الحالية من المفعول المقدر للمشيئة أو تمييز فإن نسبة مشيئة الخروج إلى الله تعالى يحتمل أن تكون على جهة عطاء مجذوذ وعلى جهة عطاء غير مجذوذ فهو رافع للإبهام عن النسبة قال ابن زيد أخبرنا الله تعالى بالذي يشاء لأهل الجنة فقال عطاء غير مجذوذ ولم يخبرنا بالذي يشاء لأهل النار ويجوز أن يتعلق بكلا النعيمين أو بالأول دفعا لما يتوهم من ظاهر الإستثناء من انقطاعه .
فلا تك في مرية أي في شك والفاء لترتيب النهي على ما قص من القصص وبين في تضاعيفها من العواقب الدنيوية والأخروية .
مما يعبد هؤلاء أي من جهة عبادة هؤلاء المشركين وسوء عاقبتها أو من حال ما يعبدونه من الأوثان في عدم نفعه لهم ولما كان مساق النظم الكريم قبيل الشروع في القصص لبيان غاية سوء حال الكفرة وكمال حسن حال المؤمنين وقد ضرب لهم مثل فقيل مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع هل يستويان مثلا أفلا تذكرون وقد قص عقيب ذلك من أنباء الأمم السالفة مع رسلهم المبعوثة إليهم ما يتذكر به المتذكر نهى رسول الله A عن كونه في شك من مصير أمر هؤلاء المشركين في العاجل والآجل ثم علل ذلك بطريق الإستئناف فقيل .
ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم الذين قصت عليك قصصهم .
من قبل أي هم وآباؤهم سواء في الشرك ما يعبدون عبادة إلا كعبادتهم أو ما يعبدون شيئا إلا مثل ما عبدوه من الأوثان والعدول إلى صيغة المضارع لحكاية الحال الماضية لاستحضار صورتها أو مثل ما كانوا يعبدونه فحذف كان لدلالة قوله من قبل عليه ولقد بلغك ما لحق بآبائهم فسيلحقهم مثل ذلك فإن تماثل الأسباب يقتضي تماثل المسببات .
وإنا لموفوهم أي هؤلاء الكفرة .
نصيبهم أي حظهم المعين لهم حسن جرائمهم وجرائرهم من العذاب عاجلا وآجلا كما وفينا آباءهم أنصباءهم المقدرة لهم أو من الرزق المقسوم لهم فيكون بيانا لوجه تأخر العذاب عنهم مع تحقق ما يوجبه .
غير منقوص حال مؤكدة من النصيب كقوله تعالى ثم وليتم مدبرين وفائدته دفع توهم التجوز وجعلها مقيدة له لدفع احتمال كونه منقوصا في حد نفسه مبني على الذهول عن كون العامل هو التوفية فتأمل .
ولقد آتينا موسى الكتاب أي التوراة .
فاختلف فيه أي في شأنه وكونه من عند الله تعالى فآمن به قوم وكفر به آخرون فلا تبال باختلاف قومك فيما آتيناك من القرآن وقولهم لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك وزعمهم إنك افتريته .
ولولا كلمة سبقت