4188 - أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال : حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عمر بن يونس قال : حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل قال : حدثني عبد الله بن عباس قال : حدثني عمر بن الخطاب رضوان الله عليه قال Y لما اعتزل نبي الله A نساءه دخلت المسجد والناس ينكتون بالحصى ويقولون : طلق رسول الله نساءه وذلك قبل أن يؤمرن بالحجاب فقال عمر : لأعلمن ذلك اليوم فدخلت على عائشة فقلت : يا بنت أبي بكر لقد بلغ من شأنك أن تؤذي الله ورسول قالت : مالي ومالك يا ابن الخطاب عليك بعيبك فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها : يا حفصة لقد بلغ من شأنك أن تؤذي الله ورسوله ولقد علمت أن رسول الله A لا يحبك ولو لا أنا لطلقك فبكت أشد البكاء فقلت : أين رسول الله A ؟ قالت : هو في خزانته في المشربة فدخلت فإذا أنا برباح غلام لرسول الله قاعد على أسكفه المشربة مدل رجليه على نقير من خشب وهو جذع يرقى عليه رسول الله A وينحدر فناديت : يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله A فنظر إلى رسول الله A فإني أظن رسول الله A ظن أني جئت من أجل حفصة والله لئن أمرني رسول الله A بضرب عنقها لأضربن عنقها ورفعت صوتي فأومأ إلي بيده فدخلت على رسول الله A وهو مضطجع على حصير قال : فجلست فإذا عليه إزار ليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه فنظرت ببصري في خزانة رسول الله A فإذا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظ في ناحية الغرفة وإذا أفيق قال أبو حفص : الأفيق : الإهاب الذي قد ذهب شعره ولم يدبغ فابتدرت عيناي فقال : ( ما يبكيك يا ابن الخطاب ) قلت : يا نبي الله ومالي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك ولا أرى فيها إلا ما أرى وذلك قيصر وكسرى في الثمار ةالأنهار وأنت رسول الله وصفوته وهذه خزانتك قال : ( يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا ؟ ) قلت : بلى فدخلت عليه وأنا أرى في وجهه الغضب فقلت : يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء ؟ فإن كنت طلقتهن فإن الله وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا و أبو بكر معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي وأنزلت هذه الآية آية التخيير { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن } { وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه } وكانت عائشة و حفصة تظاهران على سائر نساء النبي A فقلت : يا رسول الله فأنزل فأخبرهن أنك لم تطلقهن ؟ قال : ( نعم إن شئت ) فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا فنزل نبي الله A ونزلت أتشبث بالجذع ونزل كما يمشي على الأرض ما يمسه بيده فقلت : يا رسول الله كنت في الغرفة تسعا وعشرين فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي : لم يطلق النبي نساءه ونزلت هذه الآية { وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به } إلى قوله { لعلمه الذين يستنبطونه منهم } فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر وأنزل الله آية التخيير K إسناده حسن على شرط مسلم