6524 - أخبرنا الحسن بن سفيان من كتابه قال : حدثنا عمرو بن زرارة الكلابي قال : حدثنا حاتم بن إسماعيل قال : حدثنا يقعوب بن مجاهد أبو حزرة عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن جابر بن عبد الله قال Y سرنا مع رسول الله A حتى نزلنا واديا أفيح فذهب رسول الله A يقضي حاجته واتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله A فلم ير شيئا ليستتر به فإذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق رسول الله A إلى إحداهما فأخذ بغصن من أغصانها فقال : ( انقادي علي بإذن الله ) فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى أتى الشجرة الأخرى فأخذ بغصن من أغصانها فقال : ( انقادي علي بإذن الله ) فانقادت معه كذلك حتى إذا كان النصف جمعهما فقال : ( التئما علي بإذن الله ) فالتأمتا .
قال جابر : فخرجت أحضر مخافة أن يحس رسول الله A بقربي فيتباعد فجلست فحانت مني لفتة فإذا أنا برسول الله A مقبل وإذا الشجرتان قد افترقتا فقامت كل واحدة منهما على ساق فرأيت رسول الله A وقف وقفة فقال برأسه هكذا يمينا ويسارا ثم أقبل فلما انتهى إلي قال : ( يا جابر هل رأيت مقامي ) ؟ قلت : نعم يارسول الله قال : ( فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدة منهما غصنا فأقبل بهما حتى إذا قمت مقامي أرسل غصنا عن يمينك وغصنا عن يسارك ) قال جابر : فأخذت حجرا فكسرته فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنا ثم أقبلت أجرهما حتى إذا قمت مقام رسول الله A أرسلت غصنا عن يميني وغصنا عن يساري ثم لحقته فقلت : قد فعلت يا رسول الله فعم ذلك ؟ فقال : ( إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي أن يرفه عنهما ما دام الغصنان رطبين ) .
فأتينا العسكر فقال رسول الله A : ( يا جابر ناد بوضوء ) فقلت : ألا وضوء ألا وضوء ؟ قلت : يا رسول الله ما وجدت في الركب من قطرة وكان رجل من الأنصار يبرد لرسول الله A في أشجاب له فقال : ( انطلق إلى فلان الأنصاري فانظر هل في أشجابه من شيء ) قال : فانطلقت إليه فنظرت فيها فلم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها لو أني أفرغه ما كانت شربة فأتيت رسول الله A فقلت : يا رسول اللله لم أجد فيها إلا قطرة في عزلاء شجب منها لو أني أفرغه لشربه يابسه قال : ( اذهب فأتني به ) فأخذه بيده A وجعل يتكلم بشيء لا أدري ما هو ويغمزه بيده ثم أعطانيه فقال : ( يا جابر ناد بجفنة ) فقلت : يا جفنة الركب قال : فأتيت بها تحمل فوضعتها بين يديه A فقال رسول الله A : هكذا وبسط يده في وسط الجفنة وفرق بين أصابعه وقال : ( خذ يا جابر وصب علي وقل : بسم الله ) فصببت عليه وقلت : بسم الله فرأيت الماء يفور من بين أصابع رسول الله A حتى امتلأت قال : ( يا جابر ناد من كانت له حاجة بماء ) قال : فأتى الناس فاستقوا حتى رووا قال : فقلت : هل بقي أحد له حاجة ؟ قال : فرفع رسول الله A يده من الجفن وهي ملأى K إسناده صحيح على شرط مسلم