2788 - ثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أن مالكا حدثه عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة Bها قالت Y خرجنا مع رسول الله A في حجة الوداع فأهللنا بعمرة قالت : فقدمت مكة و أنا حائض و لم أطف بالبيت و لا بين الصفا و المروة فشكوت ذلك إلى رسول الله A فقال : انقضى رأسك و امتشطي و أهلي بالحج و دعي العمرة قالت : ففعلت فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله A مع عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم فاعتمرت قال : هذه مكان عمرتك .
قال أبو بكر : قد كنت زمانا يتخالج في نفسي من هذه اللفظة التي في خبر عائشة و قول النبي A لها : انقضي رأسك و امتشطي و كنت أفرق أن يكون في أمر النبي A لها بذلك دلالة على صحة مذهب من خالفنا في هذه المسألة و زعم أن النبي A أمر عائشة برفض العمرة ثم وجدت الدليل على صحة مذهبنا و ذلك أن عائشة كانت ترى أن المعتمر إذا دخل الحرم حل له جميع ما يحل للحاج إذا رمى جمرة العقبة و كان يحل لعائشة بعد دخولها الحرم نقض رأسها و الإمتشاط حدثنا بالخبر الذي ذكرت .
عبد الجبار ثنا سفيان سمعه ابن جريح عن يوسف بن ماهك يخبر عن عائشة بنت طلحة أن عائشة أمرتها أن تنقض شعرها و تغسله و قالت : إن المعتمر إذا دخل الحرم فهو بمنزلة الحاج إذا رمى جمرة العقبة .
قال أبو بكر قال الشافعي : إنما أمرها رسول الله A أن تترك العمل بعمرة من الطواف و السعي لا أن ترفض العمرة و أمرها أن تهل بالحج فتصير قارنة و هذا عند الشافعي كفعل ابن عمر حين أهل بعمرة ثم قال : ما أرى سبيلهما إلا واحدا أشهدكم إني قد أوجبت حجة مع عمرتي فقرن الحج إلى العمرة قبل أن يطوف للعمرة و يسعى لها فصار قارنا و معنى قول النبي A لها : هذه مكان العمرة التي لم يمكنك العمل لها .
قال أبو بكر : قد بينت هذا الخبر في المسألة الطويلة في تأليف أخبار أصحاب النبي A و اختلاف ألفاظهم في حجة الوداع