إن علم الجرح والتعديل من أصعب علوم الحديث فلا يقدم على الخوض فيه إلا من اتصف بسعة الاطلاع في الأخبار المروية ورواتها عارفا بأحوال الرواة وطرق مروياتهم إلى غير ذلك مما لا بد منه في هذا الفن .
ومن أولئك الجهابذة النقاد أمامنا أبو داود السجستاني فقد ذكره السبكي والسخاوي أثناء ذكرهما لطبقات النقاد في الطبقة التي تلي طبقة الإمام أحمد .
وقد شهد الأئمة لأبي داود بإمامة عصره في الحفظ والإتقان ومعرفة علل الحديث والتبصر بأحوال الرواة وها هو يسئل عن الأئمة الكبار سأله الآجري قائلا أيهما أعلم بالرجال يحيى أو علي ؟ فقال يحيى أعلم بالرجال وليس عند علي من خبر أهل الشام شيء .
فكان C عالما بالمتون والأسانيد ومن يطلع على ما ألفه في أحوال الرواة يظهر له الأمر جليا وقول ابن المديني يشهد لواقع أبي داود حيث قال معرفة الرجال نصف العلم ومعرفة فقه الحديث نصف العلم .
منهج أبي داود في النقد .
اتبع النقاد في نقدهم لرواة الحديث مناهج متعددة تمكنوا بواسطتها الكشف عن أحوال الرواة والوقوف على صحيح مروياتهم من سقيمها وقد شارك أبو داود C بنصيب كبير في تحديد المنهج النقدي عند المحدثين ويمكن تلخيص منهجه في النقاط التالية