52 - ( 31 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثني أبو كثير قال حدثني أبو هريرة قال .
Y كنا قعودا حول رسول الله A معنا أبو بكر وعمر في نفر فقام رسول الله A من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا وفزعنا فقمنا فكنت أول من فزع فخرجت أبتغي رسول الله A حتى أتيت حائطا للأنصار لبني النجار فدرت به أجد له بابا فلم أجد فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة ( والربيع الجدول ) فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول الله A فقال أبو هريرة ؟ فقلت نعم يا رسول الله قال ما شأنك ؟ قلت كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تقطع دوننا ففزعنا فكنت أول من فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب وهؤلاء الناس ورائي فقال يا أبا هريرة ( وأعطاني نعليه ) قال اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة فكان أول من لقيت عمر فقال ما هاتان النعلان يا أبا هريرة فقلت هاتان نعلا رسول الله A بعثني بهما من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشرته بالجنة فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لأستي فقال ارجع يا أبا هريرة فرجعت إلى رسول الله A فأجهشت بكاء وركبني عمر فإذا هو على أثرى فقال لي رسول الله عليه وسلم ما لك يا أبا هريرة ؟ قلت لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديي ضربة خررت لأستي قال ارجع فقال له رسول الله A يا عمر ما حملك على ما فعلت ؟ قال يا رسول الله بأبي أنت وأمي أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة ؟ قال نعم قال فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون قال رسول الله A فخلهم .
[ ش ( كنا قعودا حول رسول الله عليه وسلم ) قال أهل اللغة يقال قعدنا حوله وحوليه وحواليه وحواله أي على جوانبه ( أظهرنا ) قال أهل اللغة يقال نحن بين أظهركم وظهريكم وظهرانيكم أي بينكم ( وخشينا أن يقتطع دوننا ) أي يصاب بمكروه من عدو ( وفزعنا ) الفزع يكون بمعنى الروع وبمعنى الهبوب للشيء والاهتمام به وبمعنى الإغاثة فتصح هذه المعاني الثلاثة أي ذعرنا لاحتباس النبي A ( حائطا ) أي بستانا وسمى بذلك لأنه حائط لا سقف له ( الجدول ) النهر الصغير ( فاحتفزت كما يحتفز الثعلب ) معناه تضاممت ليسعني المدخل ( أبو هريرة ) معناه أنت أبو هريرة ؟ ( لأستي ) هو اسم من أسماء الدبر والمستحب في مثل هذا الكناية عن قبيح الأسماء واستعمال المجاز والألفاظ التي تحصل الغرض ولا يكون في صورتها ما يستحيا من التصريح بحقيقة لفظه ( فأجهشت ) قال أهل اللغة يقال جهشت جهشا وجهوشا وأجهاشا قال القاضي عياض C هو أن يفزع الإنسان إلى غيره وهو متغير الوجه متهيئ للبكاء ولما يبك بعد ( بكاء ) منصوب على المفعول له ( وركبني عمر ) فمعناه تبعني ومشى خلفي في الحال بلا مهلة ( بأبي أنت وأمي ) معناه أنت مفدي أو أفديك بأبي وأمي ]