177 - ( 2057 ) حدثني محمد بن المثنى حدثنا سالم بن نوح العطار عن الجريري عن أبي عثمان عن عبدالرحمن بن أبي بكر قال .
Y نزل علينا أضياف لنا قال وكان أبي يتحدث إلى رسول الله A من الليل قال فانطلق وقال يا عبدالرحمن افرغ من أضيافك قال فلما أمسيت جئنا بقراهم قال فأبوا فقالوا حتى يجيء أبو منزلنا فيطعم معنا قال فقلت لهم إنه رجل حديد وإنكم إن لم تفعلوا خفت أن يصيبني منه أذى قال فأبوا فلما جاء لم يبدأ بشيء أول منهم فقال أفرغتم من أضيافكم ؟ قال قالوا لا والله ما فرغنا قال ألم آمر عبدالرحمن ؟ قال وتنحيت عنه فقال يا عبدالرحمن قال فتنحيت قال فقال يا غنثر أقسمت عليك إن كنت تسمع صوتي إلا جئت قال فجئت فقلت والله ما لي ذنب هؤلاء أضيافك فسلهم قد أتيتهم بقراهم فأبوا أن يطعموا حتى تجيء قال فقال ما لكم ألا تقبلوا عنا قراكم قال فقال أبو بكر فوالله لا أطعمه الليلة قال فقالوا فوالله لا نطعمه حتى تطعمه قال فما رأيت كالشر كالليلة قط ويلكم ما لكم أن لا تقبلوا عنا قراكم ؟ قال ثم قال أما الأولى فمن الشيطان هلموا قراكم قال فجيء بالطعام فسمى فأكل وأكلوا قال فلما أصبح غدا على النبي A فقال يا رسول الله بروا وحنثت قال فأخبره فقال ( بل أنت أبرهم وأخيرهم ) .
قال ولم تبلغني كفارة .
[ ش ( افرغ من أضيافك ) أي عشهم وقم بحقهم .
( بقراهم ) هو ما يصنع للضيف من مأكول ومشروب .
( أبو منزلنا ) أي صاحبه .
( إنه رجل حديد ) أي فيه قوة وصلابة ويغضب لانتهاك الحرمات والتقصير في حق ضيفه ونحو ذلك .
( ما لكم ألا تقبلوا عنا قراكم ) قال القاضي عياض قوله ألا هو بتخفيف اللام على التحضيض واستفتاح الكلام هكذا رواه الجمهور قال ورواه بعضهم بالتشديد ومعناه مالكم لا تقبلوا قراكم وأي شيء منعكم ذلك وأحوجكم إلى تركه .
( أما الأولى فمن الشيطان ) يعني يمينه قال القاضي عياض وقيل معناه أما اللقمة الأولى فلقمع الشيطان وإرغامه ومخالفته في مراده باليمين وهو إيقاع الوحشة بينه وبين أضيافه فأخزاه أبو بكر بالحنث الذي هو خير .
( بروا وحنثت قال فأخبره فقال ) معناه بروا في أيمانهم وحنثت في يميني فقال النبي A با أنت أبرهم أي أكثرهم طاعة وخير منهم لأنك حنثت في يمينك حنثا مندوبا إليه محثوثا عليه فأنت أفضل منهم وقوله وأخيرهم هكذا هو في جميع النسخ وأخيرهم بالألف وهي لغة سبق بيانها مرات .
( ولم تبلغني كفارة ) يعني لم يبلغني أنه كفر قبل الحنث وأما وجوب الكفارة فلا خلاف فيه ]