174 - ( 2055 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة بن سوار حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن المقداد قال .
Y أقبلت أنا وصاحبان لي وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد فجعلنا نعرض أنفسنا على أصحاب رسول الله A فليس أحد منهم يقبلنا فأتينا النبي A فانطلق بنا إلى أهله فإذا ثلاثة أعنز فقال النبي A ( احتلبوا هذا اللبن بيننا ) قال فكنا نحتلب فيشرب كل إنسان منا نصيبه ونرفع للنبي A نصيبه قال فيجيء من الليل فيسلم تسليما لا يوقظ نائما ويسمع اليقظان قال ثم يأتي المسجد فيصلي ثم يأتي شرابه فيشرب فأتاني الشيطان ذات ليلة وقد شربت نصيبي فقال محمد يأتي الأنصار فيتحفونه ويصيب عندهم ما به حاجة إلى هذه الجرعة فأتيتها فشربتها فلما أن وغلت في بطني وعلمت أنه ليس إليها سبيل قال ندمني الشيطان فقال ويحك ما صنعت ؟ أشربت شراب محمد ؟ فيجيء فلا يجده فيدعو عليك فتهلك فتذهب دنياك وآخرتك وعلي شملة إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي وجعل لا يجيئني النوم وأما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت قال فجاء النبي A فسلم كما كان يسلم ثم أتى المسجد فصلى ثم أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئا فرفع رأسه إلى السماء فقلت الآن يدعو علي فأهلك فقال ( اللهم أطعم من أطعمني وأسق من أسقاني ) قال فعمدت إلى الشملة فشددتها علي وأخذت الشفرة فانطلقت إلى الأعنز أيها أسمن فأذبحها لرسول الله A فإذا هي حافلة وإذا هن حفل كلهن فعمدت إلى إناء لآل محمد A ما كانوا يطعمون أن يحتلبوا فيه قال فحلبت فيه حتى علته رغوة فجئت إلى رسول الله A فقال ( أشربتم شرابكم الليلة ؟ ) قال قلت يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني فقلت يا رسول الله اشرب فشرب ثم ناولني فلما عرفت أن النبي A قد روى وأصبت دعوته ضحكت حتى ألقيت إلى الأرض قال فقال النبي A ( إحدى سوآتك يا مقداد ) فقلت يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا وفعلت كذا فقال النبي A ( ما هذه إلا رحمة من الله أفلا كنت آذنتني فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها ) قال فقلت والذي بعثك بالحق ما أبالي إذا أصبتها وأصبتها معك من أصابها من الناس .
[ ش ( الجهد ) بفتح الجيم هو الجوع والمشقة .
( فليس أحد منهم يقبلنا ) هذا محمول على أن الذين عرضوا أنفسهم عليهم كانوا مقلين ليس عندهم شيء يواسون به .
( ما به حاجة إلى هذه الجرعة ) هي بضم الجيم وفتحها حكاهما ابن السكيت وغيره والفعل منه جرعت .
( وغلت في بطني ) أي دخلت وتمكنت منه .
( حافلة ) الحفل في الأصل الاجتماع قال في القاموس الحفل والحفول والحفيل الاجتماع يقال حفل الماء واللبن حفلا وحفولا وحفيلا إذا اجتمع وكذلك يقال حفله إذا جمعه ويقال للضرع المملوء باللبن ضرع حافل وجمعه حفل ويطلق على الحيوان كثير اللبن حافلة بالتأنيث .
( رغوة ) هي زبد اللبن الذي يعلوه وهي بفتح الراء وضمها وكسرها ثلاث لغات مشهورات ورغاوة بكسر الراء وحكي ضمها ورغاية بالضم وحكى الكسر وارتغيت شربت الرغوة .
( فلما عرفت الخ ) معناه أنه كان عنده حزن شديد خوفا من أن يدعو عليه النبي A لكونه أذهب نصيب النبي A وتعرض لأذاه فلما علم أن النبي A قد روي وأجيبت دعوته فرح وضحك حتى سقط إلى الأرض من كثرة ضحكه لذهاب ما كان به من الحزن وانقلابه مسرورا بشرب النبي A وإجابة دعوته لمن أطعمه وسقاه وجريان ذلك على يد المقداد وظهور هذه المعجزة .
( إحدى سوءاتك ) أي أنك فعلت سوأة من الفعلات فما هي .
( ما هذه إلا رحمة من الله ) أي إحداث هذا اللبن في غير وقته وخلاف عادته وإن كان الجميع من فضل الله ]