21 - ( 1474 ) حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء وهارون بن عبدالله قالا حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت .
Y كان رسول الله A يحب الحلواء والعسل فكان إذا صلى العصر دار على نسائه فيدنو منهن فدخل على حفصة فاحتبس عندها أكثر مما كان يحتبس فسألت عن ذلك فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها عكة من عسل فسقت رسول الله A منه شربة فقلت أما والله لنحتالن له فذكرت ذلك لسودة وقلت إذا دخل عليك فإنه سيدنو منك فقولي له يا رسول الله أكلت مغافير ؟ فإنه سقول لك لا فقولي له ما هذه الريح ( وكان رسول الله A يشتد عليه أن يوجد منه الريح ) فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل فقولي له جرست نحلة العرفط وسأقول ذلك له وقوليه أنت يا صفية فلما دخل على سودة قالت تقول سودة والذي لا إله إلا هو لقد كدت أنا أبادئه بالذي قلت لي وإنه لعلى الباب فرقا منك فلما دنا رسول الله A قالت يا رسول الله أكلت مغافير ؟ قال لا قالت فما هذه الريح ؟ قال سقتني حفصة شربة عسل قالت جرست نحله العرفط فلما دخل علي قلت له مثل ذلك ثم دخل على صفية فقالت بمثل ذلك فلما دخل على حفصة قالت يا رسول الله ألا أسقيك منه ؟ قال لا حاجة لي به قالت تقول سودة سبحان الله والله لقد حرمناه قالت قلت لها اسكتي .
[ ش ( يحب الحلواء والعسل ) قال العلماء المراد بالحلواء هنا كل شيء حلو وذكر العسل بعدها تنبيها على شرفه ومزيته وهو من باب ذكر الخاص بعد العام وفيه جواز أكل لذيذ الأطعمة والطيبات من الرزق وأن ذلك لا ينافي الزهد والمراقبة لا سيما إذا حصل اتفاقا ( عكة من عسل ) قال الجوهري العكة آنية السمن وفسرها ابن حجر في مقدمة الفتح بالفربة الصغيرة ( لنحتالن له ) أي لنطلبن له الحيلة وهي الحذق في تدبير الأمور وتقليب الفكر حتى يهتدي إلى المقصود ( وكان رسول الله A ) من إدراج عروة في كلام الصديقة ( جرست نحلة العرفط ) أي رعت نحل هذا العسل الذي شربته يقال جرست النحل تجرس جرسا إذا أكلت لتعسل ويقال للنحل جوارس والعرفط مفعول جرست وهو شجر ينضح الصمغ المعروف بالمغافير أي لكونها رعته وأخذت منه حصلت هذه الرائحة ( أبادئه ) أي أبدأه وأناديه وهو لدى الباب ( فرقا منك ) معناه خوفا من لومك وهو مفعول له لفعل المقاربة وهو كدت ( حرمناه ) هو بتخفيف الراء أي منعناه منه يقال منه حرمته وأحرمته والأول أفصح ]