89 - ( 1428 ) حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا بهز ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم قالا جميعا حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس وهذا حديث بهز قال لما انقضت عدة زينب قال رسول الله A لزيد فاذكرها علي قال فانطلق زيد حتى أتاها وهي تخمر عجينها قال فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما استطيع أن أنظر إليها أن رسول الله A ذكرها فوليتها ظهري ونكصت على عقبي فقلت يا زينب أرسل رسول الله A يذكرك قالت ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله A فدخل عليها بغير إذن قال فقال ولقد رأيتنا أن رسول الله A أطعمنا الخبز واللحم حين امتد النهار فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام فخرج رسول الله A واتبعته فجعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن ويقلن يا رسول الله كيف وجدت أهلك ؟ قال فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبرني قال فانطلق حتى دخل البيت فذهبت أدخل معه فألقى الستر بيني وبينه ونزل الحجاب قال ووعظ القوم بما وعظوا به .
زاد ابن رافع في حديثه لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه إلى قوله والله لا يستحي من الحق .
[ ش ( لزيد ) هو زيد بن حارثة الذي سماه الله سبحانه في تلك السورة من كتابه ( فاذكرها علي ) أي فاخطبها لي من نفسها ( تخمر عجينها ) أي تجعل في عجينها الخمير قال المجد وتخمير العجين تركه ليجود ( فلما رأيتها عظمت في صدري ) معناه أنه هابها واستجلها من أجل إرادة النبي A تزوجها فعاملها معاملة من تزوجها A في الإعظام والإجلال والمهابة وقوله أن رسول الله هو بفتح الهمزة من أن أي من أجل ذلك وقوله نكصت أي رجعت وكان جاء إليها ليخطبها وهو ينظر إليها على ما كان من عادتهم وهذا قبل نزول الحجاب فلما غلب عليه الإجلال تأخر وخطبها وظهره إليها لئلا يسبقه النظر إليها ( إلى مسجدها ) أي موضع صلاتها من بيتها ( ونزل القرآن ) يعني نزل قوله تعالى فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها فدخل عليها بغير إذن ( ولقد رأيتنا ) أي رأيت أنفسنا ( حين امتد النهار ) أي ارتفع هكذا هو في النسخ حين بالنون ( غير ناظرين إناه ) أي غير منتظرين لإدراكه والإنى كإلى مصدر أنى يأنى إذا أدرك ونضج ويقال بلغ هذا إناء أي غايته ومنه حميم آن وعين آنية وبابه رمى ويقال أنى يأنى أيضا إذا دنا وقرب ومنه ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وقد يستعمل على القلب فيقال آن يئين آينا فهو آين جمعهما الشاعر في قوله .
ألما يئن لي أن تجلى عمايتي ... وأقصر عن ليلى بلى قد أنى ليا