( غيرهما ) من جنس الثياب . ( فوجا ) جماعة . ( لتهنك ) من التهنئة وهي المخاطبة بالأمر راجيا أن يكون مبعث سرور له . ( أبلاه ) أنعم عليه أو أختبره . ( وأنزل الله ) أي في توبتنا . ( لقد تاب ) عفا وصفح . ( على النبي ) في اذنه للمنافقين في التخلف عن غزوة تبوك . ( والمهاجرين والأنصار ) فيما وقع في قلوبهم من الميل إلى القعود وعدم الخروج إلى غزوة تبوك . ( إلى قوله ) تتمة الآيات { والأنصار الذي اتبعوه ساعة العسرة من بعد ما كاد أن يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم . وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إلى الله هو التواب الرحيم . يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله } / التوبة 117 - 119 / . ( اتبعوه ) اتبعوا أمره ولبوا دعوته وخرجوا معه . ( ساعة العسرة ) وقت الضيق والشدة فقد كانوا في قلة من المركب والطعام والشراب إلى جانب شدة الحر وبعد المسافة وكثرة العدو مع طيب الثمار والظلال في المدينة . ( كاد يزيغ ) قارب أن تميل قلوب بعضهم عن الحق فيقعدوا عن الخروج مع رسول الله A ولكنهم تداركتهم رحمة الله تعالى وعنايته فصبروا واحتسبوا أجرهم عند الله تعالى وندموا على ما هموا به .
( تاب عليهم ) ألهمهم الإنابة والرجوع إليه سبحانه لما علم من إخلاصهم وصدق إيمانهم وقبل توبتهم ومعذرتهم . ( وعلى الثلاثة ) وتاب على الثلاثة وهم كعب وصاحباه Bهم ( خلفوا ) أخروا عن الحكم بأمرهم . ( ضاقت . . ) حاروا في أمرهم حتى أصبحوا وكأنهم لا يجدون مكانا في الأرض على سعتها يقرون فيه ويطمئنون . ( وضاقت عليهم أنفسهم ) اشتد كربهم وحزنهم حتى أصبحت نفوسهم لا تتسع لأنس ولا سرور . ( ظنوا ) علموا وأيقنوا . ( لا ملجأ من الله إلا إليه ) لا مفر من حكم الله تعالى ولا مجير من عذابه إلا اللجوء إلى استغفاره والتضرع بين يديه والإنابة إليه فذلوا له وخضعوا واستغفروا وصبروا واحتسبوا . ( تاب عليهم ) عفا عنهم وقبل التجاءهم واستغفارهم . ( ليتوبوا ) ليكونوا دائما في جملة التوابين الذين يحبهم الله سبحانه وتعالى . ( كونوا مع الصادقين ) الزموا الصدق دائما في النية والقول والعمل . ( انقلبتم ) رجعتم . ( إلى قوله ) وتتمتها { إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون . يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم . . } / التوبة 95 - 96 / . ( لتعرضوا عنهم ) لتتركوهم ولا تؤنبوهم بسبب تخلفهم . ( فأعرضوا عنهم ) لبو طلبهم ولا تعاتبوهم ودعوهم وما اختاروا لأنفسهم من النفاق . ( إنهم رجس ) بواطنهم خبيثة وأعمالهم قبيحة لا تنفع فيهم موعظة ولا تصلحهم معاتبة ولا تطهرهم طاعة ظاهرة . ( مأواهم ) مسكنهم . ( يكسبون ) من سوء الطوية وانحراف القصد وخبث العمل . ( لترضوا عنهم ) لتقبلوا معذرتهم وينالوا رضاكم فينتفعوا به في الدنيا . ( فإن ترضوا عنهم ) ظاهرا وتعاملوهم معاملة المسلمين . ( فإن الله لا يرضى ) عنهم حقيقة لما يعلم في قلوبهم من النفاق فلا يخلصهم رضاكم عنهم في الدنيا من عذابه يوم القيامة . ( الفاسقين ) الخارجين عن طاعة الله تعالى ورسوله A . ( تخلفنا . . أمر أولئك ) أي تخلفنا عن الاعتذار مثلهم فلم يقض فينا مثل ما قضى فيهم ]