ربه نداء خفيا . قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا } .
إلى قوله { لم نجعل له من قبل سميا } . قال ابن عباس مثلا يقال رضيا مرضيا . { عتيا } عصيا عتا يعتو . { قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا - إلى قوله - ثلاث ليال سويا } ويقال صحيحا . { فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا } فأوحى فأشار { يا يحيى خذ الكتاب بقوة - إلى قوله - ويوم يبعث حيا } / مريم 2 - 15 / .
{ حفيا } / مريم 47 / لطيفا . { عاقرا } الذكر والأنثى سواء .
[ ش ( زكرياء ) وفي قراءة { زكريا } بالقصر . ( خفيا ) دعاه سرا في نفسه خفية من قومه . ( وهن العظم ) ضعف وهو كناية عن ضعف البدن عامة وذهاب قوته لأن العظم أقوى ما فيه فإذا ضعف كان غيره أضعف . ( اشتعل الرأس شيبا ) كثر الشيب في شعر رأسي وفشا وانتشر والشيب بياض الشعر وغالبا ما يكون عند الطعن في السن . ( إلى قوله ) وتتمة الآيات { ولم أكن بدعائك رب شقيا . وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا . يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا . يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى } . ( الموالي ) هم بنو عمه وخاف أن يغيروا الدين من بعده ويبدلوه لما رأى من بني إسرائيل تبديلهم وتحريفهم للدين وقتلهم للأنبياء . ( عاقرا ) لا تلد . ( من لدنك ) من عندك منحة وعطية فوق الأسباب العادية . ( وليا ) ولدا يلي الأمر من بعدي . ( يرثني ) أي يرث النبوة والعلم والهدى والرشاد . ( رضيا ) ترضى عنه ويرضى بحكمك ويرضى عنه العباد . ( بغلام ) ولد ذكر . ( سميا ) أي لم يسم أحد باسمه قبله . ( عتيا ) أي تجاوزت في السن حتى نحل عظمي ويبست مفاصلي وعتا يعتو أسن وكبر . ( عصيا ) قال العيني وذكره بالصاد المهملة والصواب بالسين المهملة . وفي القاموس المحيط عسا الشيخ يعسو عسيا كبر . ( أنى ) من أين ؟ وهو استكشاف عن الطريقة التي سيوهب بها الولد لا استبعاد لذلك . ( إلى قوله ) وتتمة الآيات { قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا . قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس } . ( آية ) علامة على حمل امرأتي . ( ألا تكلم ) لا تستطيع الكلام . ( سويا ) حال كونك صحيحا سليم الأعضاء واللسان والحواس . ( المحراب ) الموضع الذي كان يصلي فيه . ( سبحوا ) صلوا لله تعالى . ( بكرة وعشيا ) صباحا ومساء وقد كان يأمرهم بالصلاة في هذه الأوقات فلما منع الكلام أمرهم بذلك إشارة . ( بقوة ) بجد واجتهاد مؤيدا بالتوفيق . ( إلى قوله ) وتتمتها { وآتيناه الحكم صبيا . وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا . وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا . وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت } . ( الحكم ) الفهم والفقه في الدين وقيل النبوة . ( صبيا ) دون البلوغ . ( حنانا ) جعلنا لديه رحمة وشفقة لأبويه وغيرهما . ( زكاة ) طهارة وصلاحا . ( تقيا ) مخلصا في طاعته لله D ولم يهم بخطيئة قط . ( برا ) لطيفا محسنا . ( جبارا ) متكبرا لا يرى لأحد حقا عليه . ( عصيا ) صيغة مبالغة من العصيان . ( سلام عليه ) أمان له من الله D . ( يوم ولد ) من مس الشيطان . ( ويوم يموت ) من فتنة القبر . ( ويوم يبعث حيا ) من عذاب يوم القيامة . ( حفيا ) من الحفاوة وهي المبالغة في الإكرام والعناية بالأمر . ( سواء ) أي يقال للرجل الذي لا يلد عاقر كما يقال للمرأة التي لا تلد عاقر ]