وقول الله تعالى { قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض } .
قول الله تعالى { ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا . إنا مكنا له في الأرض وآتيناه من كل شيء سببا . فأتبع سببا - إلى قوله - آتوني زبر الحديد } واحدها زبرة وهي القطع { حتى إذا ساوى بين الصدفين } يقال عن ابن عباس الجبلين والسدين الجبلين { خرجا } أجرا { قال انفخوا حتى إذا جعله نارا قال آتوني أفرغ عليه قطرا } أصبب عليه رصاصا ويقال الحديد ويقال الصفر . وقال ابن عباس النحاس . { فما اسطاعوا أن يظهروه } يعلوه اسطاع استفعل من طعت له فلذلك فتح أسطاع يسطيع وقال بعضهم استطاع يستطيع . { وما استطاعوا له نقبا . قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء } ألزقه بالأرض وناقة دكاء لا سنام لها والدكداك من الأرض مثله حتى صلب من الأرض وتلبد . { وكان وعد ربي حقا . وتركنا لعضهم يومئذ يموج في بعض } / الكهف 83 - 99 / . { حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون } / الأنبياء 96 / . قال قتادة حدب أكمة قال رجل للنبي A رأيت السد مثل البرد المحبر قال ( رأيته ) .
[ ش ( يأجوج ومأجوج ) قيل في بيانهما أقوال كثيرة والظاهر - والله أعلم - أنهما أمتان من البشر كثير عددهم كبير شرهم وفسادهم حبسهم الله D في جزء من أرضهم رحمة ببقية خلقه وسيخرجون في يوم من الأيام ويكون خروجهم علامة من العلامات القريبة لقيام الساعة أعاذنا الله تعالى من شرها وحمانا من ويلاتها وحفظنا من المفسدين في الأرض في كل زمان ومكان .
( إلى قوله ) وتتمة الآيات { حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة ووجد عندها قوما . قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا . قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا . وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا . ثم أتبع سببا . حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا . كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا . ثم أتبع سببا .
حتى إذا بلغ بين السدين وجد دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا . قالوا .
يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا . قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما } . ( يسألونك ) أي اليهود وقيل زعماء المشركين . ( ذكرا ) شيئا من خبره . ( مكنا له ) جعلنا له السلطان . ( وآتيناه ) سهلنا عليه أمر السير في الأرض وأعطيناه أسباب كل شيء أراده من أغراضه ومقاصده في ملكه . ( حمئة ) حارة . ( قلنا ) أي ألهمه الله D ذلك . وقيل كان نبيا وكان ذلك القول وحيا له . ( يسرا ) قولا جميلا لينا . ( سترا ) أبنية يستترون فيها من الشمس لأنهم كانوا في أرض لا يستقر عليها بناء . ( بما لديه ) من السلاح والعدة والعدد أو بصلاحيته للحكم . ( خبرا ) علما . ( يفقهون ) يفهمون . ( مكني ) قواني به . ( خير ) أي مما ستعطونني . ( ردما ) سدا كبيرا وحاجزا منيعا . ( الصدفين ) طرفي الجبلين . ( الصفر ) الجيد من النحاس . ( بعضهم ) بعض الخلق أو بعض يأجوج ومأجوج . ( يومئذ ) يوم القيامة أو يوم فتح الردم . ( يموج ) يضطرب ويختلط وهم حيارى . ( حدب ) جانب وجهة . ( ينسلون ) يسرعون . ( السد ) سد يأجوج ومأجوج . ( البرد ) ثوب مخطط . ( المحبر ) له خطوط خط أبيض وخط أسود أو أحمر ]